حقيقة حُبنا للآخرين
حقيقة حُبنا للآخرين
إن حبنا لأشخاص لا يعني الاندماج بهم، لأن الاندماج قد يؤدي إلى إلغاء الذات، ومن ثم تأتي القدرة على الانفصال كضرورة في استمرار العلاقات، فالأطفال لا يتخلَّون عن أشيائهم المرحلية -كالدُمى والألعاب- ولاينبغي أن يُجبروا أو أن نغريهم بذلك إلى أن يتطوَّروا حيث يغدون جاهزين لأمر كهذا، أي بعد أن يكتسبوا إمكانية الارتباط بالآخرين دون الاندماج بهم.
فالحب هو احتفاء باختلاف الآخرين عنَّا، وبغرابة أطوارهم دون أن نتوقَّع أن يكونوا مثلنا، ونحن عادةً نتوقَّع أن يكون التركيب النفسي للشخص الآخر شبيهًا بتركيبنا النفسي، لكن في اللحظة التي ندرك فيها وجود اختلاف، يميل الفرد منا إلى التوقف برهة، فإما أن يضع مسافة تفصله عن الآخر، وإما أن يُبادر إلى محاكاة الآخر وتقليده، وكلا النموذجين مخطئ، لأن العلاقات الحميمية تتطلَّب قَبول كلٍّ من الطرفين تمايز الآخر، بل وتعزيز هذا التمايز.
كما أن من الواجب العلم بأن الحميمية العاطفية هي حماية لخصوصية الآخرين، فالروابط الصحيحة تتطلَّب وجود مسافة صحيحة، وتتحقَّق المسافة الصحيحة عن طريق السماح للطرف الآخر بالحفاظ على تمايزه، لذا فالطرفان الراغبان في إقامة علاقة سعيدة يجب أن يقوم كلٌّ منهما بحماية عزلة الآخر، ولا يمكن للطرفين أن يلتقيا دون انفصال، فالعلاقة لا تتطلَّب معرفة مطلقة بالآخر، وأفضل مدخل للمعرفة ليس في التعمق والبحث، بل في قول “أنت رائع كما أنت”.
الفكرة من كتاب سكينة الروح: صفاء العيش في حلو الأيام ومرها
ماذا نعني بكلمة “سعادة”، وكيف يمكننا الاستمرار محافظين على التوازن النفسي؟ إن مضمون هذا الكتاب هو انعكاس لمعارف وحكمة جماعية، يُحاول الدكتور كرسو خلالها الكشف عن تفاصيل خفيَّة تُكوِّن الأسس التي تقوم عليها سكينة الروح، ويُعتبر هذا الكتاب محاولة للوصول إلى عيش ملؤه السعادة الحقيقية حتى نحقِّق ما نصبو إليه، عيش تسود فيه سكينة تبعث فينا البهجة، من خلاله نستطيع إدخال بُعد روحي إلى حياتنا اليومية حتى نتمكَّن من المسير في هذه الحياة.
مؤلف كتاب سكينة الروح: صفاء العيش في حلو الأيام ومرها
ت. بيرم كرسو T. Byram Karasu: طبيب ومعالج نفسي ومؤلف ومُحاضر، وهو أستاذ ورئيس قسم الطب النفسي وعلوم السلوك في معهد ألبرت آينشتاين للطب، وهو رئيس قسم الأطباء النفسيين في مركز مونتيفيور الطبي، ويشغل الآن رئيس تحرير في المجلة الأمريكية للعلاج النفسي.
حاز الدكتور كرسو جوائز عديدة، بما فيها جائزة التوصية الرئاسية من الجمعية الأمريكية للطب النفسي، ترأَّس لجنة الجمعية الأمريكية للطب النفسي الخاصة بالعلاج النفسي، وقام بإعداد تقرير رائد بيَّن فيه أسلوب العلاج الخاص بكل نوع من أنواع الاضطرابات النفسية. ومن مؤلفاته: “خرق روحي”، وهو كتاب يضم عددًا من القصائد، و”روح السعادة: اكتشاف قصد الله لحياتك”، و”سجلات جوثام: ثقافة الاعتلال الاجتماعي”، وغيرها.