حقيقة الطريق
حقيقة الطريق
لكي أكون صادقًا معك طريق التغيير ليس طريقًا مفروشًا بالأزهار على الأقل في بداياته، ستعترضك بعض العقبات وستزل قدمك على رؤوس الحفر، وعليَّ هنا أن أشير إلى تلك العقبات، فإذا ما اعترضت طريقك كنت على فهم لها ووعي بطريقة التعامل معها.
سأبدأ معك منك، من داخلك شخصيتك وكونك أنت ما أنت عليه الآن، مهما كانت عاداتك ومهما كانت الصفات السلبية التي ينعتونك بها، ومهما كانت جراحات الماضي غائرة في نفسك، اعلم يقينًا أنها ليست وصمًا أبديًّا وعاهة خلقية ستلزمك مدى الحياة، نعم لن تستطيع أن تمحوها من ذاكرتك وتمسحها من سجل الأيام، إلا إنك تستطيع أن تقطع أثرها الممتد في نفسك وتحبط ذكراها بسيف العزيمة وبخطاك على طريق التغيير، الأحداث والذكريات لن تتغيَّر لكن آثارها يمكنها أن تتوقَّف، واعلم أن نظرة الناس لك تنبع من نظرتك إلى نفسك، وأن نظرة الناس لك لا تعني حقيقة نفسك، أنت فقط تنقصك العزيمة والهمة حتى ترى العجب العجاب من نفسك!
إن أول حفرة قد تزل قدمك عندها فضلًا على أن تسقط فيها، هي حفرة التسويف، فمشاغل الحياة لن تنتهي والأيام لن تتوقَّف لأجلك، يبدو الكلام تقليديًّا بعض الشيء لكنه حقيقي، فليس هنالك وقت مناسب أو ظروف مناسبة للبدء، ابدأ على أي حال، أنت المستفيد الأوحد وأنت المتضرِّر بالمماطلة أيضًا!
ما رأيك؟ أرى أنك أكملت المقطع إلى نهايته، وتقبَّلت فكرة وجود عوائق وحفر في طريق التغيير، تقبَّل إذًا فكرة أن تخطئ، لا بل أن تتعلَّم من أخطائك، الأخطاء ليست عيبًا؛ فنحن بشر في النهاية، العيب ألا نستفيد منها، والعيب الأكبر أن نيأس من أنفسنا.
الفكرة من كتاب قطار التقدُّم: مبادئ وأساليب للتغيير الشخصي
“عليك أن تتغيَّر”، “الحل في التغيير”، “شق طريقك نحو التغيير”، “التغيير هو أول سلم النجاح”، وغيرها الكثير من الشعارات الرنانة حول التغيير، أو ربما كتب بنفس الأسماء!
فإلامَ يرمي أولاء جميعًا.. ماذا يريدون منك؟
يريدون منك عزيزي القارئ -نتحدَّث هنا عن أصحاب النوايا الحسنة بالطبع لا أصحاب المبيعات- يريدون منك أن تنتقل من الحال التي أنت عليها إلى حال أفضل، بهذه البساطة، الجميع يدندن حول هذا المعنى ويعطيك خلاصة التجارب وأفضل الأدوات والوسائل، لكن لماذا التغيير؟
خلقنا الله بمواهب وقدرات عظيمة تحتاج أن تخضع لوطأة التحديات، وأن تمرَّ بتقلُّبات وتغيُّرات الحياة حتى تظهر، نعم التغيير نحو الأفضل يظهر أفضل ما فينا، وشئنا أم أبينا نحن نتغيَّر، نكبر.. نهرم.. نمرض.. نصح.. ننجح.. نفشل، الكون من حولنا يتغير أجسادنا تتغير، فما بال نفوسنا أغلقنا دونها أبواب التغيير! مهلًا بالطبع لن نفتح أبواب التغيير على مصراعيها علينا أن نفهم أنفسنا أولًا وننظر إلى المتاح مما بين أيدينا ونقدر قدراتنا حتى نعلم في أي البحار نخوض.
ستفهم قصدي قريبًا، لكن تعالَ أولًا نستمتع معًا بالاطلاع على هذا الكتاب.
مؤلف كتاب قطار التقدُّم: مبادئ وأساليب للتغيير الشخصي
عبدالكريم بكار: قاد الدكتور عبد الكريم بكار مسيرة أكاديمية طويلة دامت 26 عامًا بدأت عام 1976م في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية في القصيم في السعودية، لينتقل بعدها إلى جامعة الملك خالد في أبها، حصل خلالها على درجةعبدالكريم بكار: قاد الدكتور عبد الكريم بكار مسيرة أكاديمية طويلة دامت 26 عامًا بدأت عام 1976م في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية في القصيم في السعودية، لينتقل بعدها إلى جامعة الملك خالد في أبها، حصل خلالها على درجة
الأستاذية
وظلَّ فيها حتى استقال منها عام 2002 ليتفرَّغ للتأليف والعمل الثقافي والفكري حيث يقيم في الرياض، ويحرص الدكتور بكار على أن يقدِّم رؤاه الفكرية والتربوية من خلال أعماله، وله العديد من المؤلفات البسيطة والقريبة من الشباب، ومنها:
العيش في الزمان الصعب.
جدِّد عقلك.
تجديد الخطاب الإسلامي- الجزء الأول.
مشكلات الأطفال.