حقوق المرأة
حقوق المرأة
لماذا يجب على المرأة أن تظلَّ ساكنة بلا حِراك؟ مع أن من حقها أن يكون لها تأثيرها الواضح في المجتمع؟ فقد كانت المرأة قديمًا تعمل في التجارة وتبيع بضاعتها في السوق أمام الناس بكلِّ احترام، فهل إذا تقدم الزمن وتطوَّر الناس نحرمها نحن من حق العمل والتجارة؟ بل إن البعض يحرم ممارسة الرياضة على المرأة بينما لا يوجد نص ديني يتعارض مع ممارسة المرأة للرياضة ما دام ذلك وفق صالات مغلقة وألبسة محدَّدة وأنظمة مناسبة، فقد يحتاج العديد من الطالبات في المدارس إلى الاهتمام بالجانب الرياضي حتى لا يهاجمهنَّ شبح السمنة، فضلًا عن التأثير الإيجابي للرياضة في الصحَّة الجسدية والعقلية.
وبعض المتشدِّدين لا يزالون يحرمونها حقَّ المشاركة في أي شيء، وكأنها عورة! وهي ليست كذلك، فقد اعتبرها رسولنا الكريم (صلَّى الله عليه وسلَّم) جزءًا من التركيبة المدنية في خطابه الديني ومعاركه وحديثه، وكان الرسول يأخذ بمشاركتها في التنمية وتحريك الواقع.
حتى قيادة المرأة للسيَّارة ما دامت بطريقة منضبطة سليمة فلم لا؟ أوليس في ذلك احتراز لأي ضرورة قد تواجهها حيث إن قيادة السيارة قد تكون ضرورة من ضمن الضرورات التي يفرضها حدث معيَّن، لذلك من المهم أن تتعلَّم المرأة مهارة القيادة خصوصًا إذا كانت في حاجة إلى ذلك، ونحن هنا لا نناشد بمصطلحات حريَّة المرأة أو كبتها، بل نقول إن من المهم أن تنال حقوقها المكفولة بالشريعة والأنظمة وتتحرَّك لنيلها بعيدًا عن الانتماء إلى أي تيار.
كما أن مأساة المرأة في المحاكم لا بد أن تنتهي، ولا ينبغي التعامل معها كشيء مريب داخل المحكمة حينما تطالب بحقوقها، فهي في النهاية مخلوق يستحق الحياة بكرامة ورقي.
هذا والمرأة ليست سلعة للبيع، حيث إن البعض يحدِّد قيمة البنت من مهرها ومواصفاتها، فكل شاب يريد أن يتزوج امرأة بمواصفات معينة وسعر رخيص! متناسين مفهوم المودة، وأن المرأة بشر يتوق إلى المحبة والأمان، وليست بضاعة رائجة في السوق.
الفكرة من كتاب الدنيا… امرأة!
على الرغم من أن الإسلام كرَّم المرأة وحفظ لها حقوقها، فما زال البعض يُعامل المرأة على أنها كائن لا يحق له التحرُّك والظهور برأيه وكيانه، بل ويعتبرون قضيتها موضعًا للنزاعات والحروب، وكأنها سلعة فكرية! بينما المرأة هي الأم والأخت والابنة والقريبة والجارة؛ إنها مصدر العطاء والحنان، وقد علمنا بتحريم الإسلام لوأدها الجسدي، فهل جئنا الآن بالوأد المعنوي لنقهرها؟
مؤلف كتاب الدنيا… امرأة!
تركي الدخيل: دبلوماسي، يعمل في مجال الإعلام والصحافة، ويشغل منصب سفير المملكة العربية السعودية لدى الإمارات العربية المتحدة، صدر تعيينه بأمر ملكي في 10 فبراير 2019، وقد تلقَّى تعليمه الجامعي في جامعة الإمام محمد بن سعود، من أبرز مؤلفاته: “كيف تربح المال بأقل مجهود”، “سعوديون في أميركا”، “ذكريات سمين سابق”.