حقوق الطفل في الأسرة والمجتمع
حقوق الطفل في الأسرة والمجتمع
اهتم الإسلام بالطفل قبل تكوينه وولادته من خلال ميثاق الزواج الصحيح بين الرجل والمرأة، ونبَّهت الشريعة أيضًا على خطورة زواج الأقارب لما ينتج عنه من أطفال غير طبيعيين، كما غرس الله في الإنسان فطرة حب الأولاد، ووضع تعاليم ووصايا للأولاد، ليحسنوا معاملة الوالدين، وعند بداية تكوُّن الجنين أوجب الإسلام على الأم الاهتمام بصحتها، حتى توفِّر للجنين العناصر الغذائية اللازمة له.
وأباح الشارع للحامل بالفطر في رمضان، إذا خافت على نفسها، ومنعها من فعل ما يضر بالجنين، أو يؤدي إلى إجهاضه، وبعد ولادته وضع الشرع على الأبوين مسؤولية الحفاظ على حياته، ورعايته ونموه، وحسن اختيار الاسم الذي يميِّزه عن غيره، وأيضًا تدعو الشريعة إلى القيام بعقيقة تعبيرًا عن الفرحة بقدوم الطفل، ووضع الإسلام العديد من المبادئ في تربية الأطفال منها ضرورة الرفق في المعاملة، وتوفير القدوة الحسنة لهم، وضرورة مراعاة طبيعتهم وفطرتهم، ولم يغفل الإسلام عن حاجة الطفل إلى الاستقلال، والاعتماد على النفس والتعليم، ولم يقتصر التعليم على حد أو نقطة معينة، أو وقفًا على جنس معين دون الآخر، وأمر الإسلام أيضًا بالمساواة بين الأولاد حتى لا تتأذَّى مشاعرهم، وتمتلئ نفوسهم بالبغض المتبادل، ونهى النبي كثيرًا (صلى الله عليه وسلم) عن تمييز الذكور عن الإناث، وليحبب الرسول (صلى الله عليه وسلم) الإناث إلى قلوب الآباء، قال: (“من عال ثلاث أخوات وجبت له الجنة”.. قيل يا رسول الله واثنتين، قال “واثنتين”، قيل وواحدة، قال “وواحدة”).
وسارعت الدول لتأمين حقوق الأطفال “دون سن الثامنة عشرة” من خلال القوانين، والاتفاقات الدولية لحقوق الإنسان وحقوق الطفل، ويمكن للجميع الاطلاع على البنود الموجودة في هذه الاتفاقات، بداية من حق الطفل في تسجيله فور ولادته، إلى حقِّه في إبداء آرائه، وحمايته من كل أشكال العنف، وحقه في الحصول على التعليم، وتقديم الدولة لما يمكن تقديمه لمساعدة الوالدين في مسؤولية تربية الأطفال، وفُرضت عقوبات مناسبة لمن لا ينفذ أيًّا من هذه الحقوق.
الفكرة من كتاب الأسرة وتربية الطفل
يتعدَّد مفهوم الأسرة بتعدُّد المدرسة الفكرية التي ينتمي إليها صاحب التعريف، إلا أن الجميع متفق على أنها نواة أي مجتمع، وأفضل مناخ لتربية ورعاية وتوجيه الأبناء، فتركِّز الكاتبة هنا على مشكلات الطفل الاجتماعية، وحقوقه في الأسرة والمجتمع، وكيفية تنشئته اجتماعيًّا، والمعوقات لهذه التنشئة، وتوضيح أهم مشكلات الطفولة المبكرة.
مؤلف كتاب الأسرة وتربية الطفل
هدى محمود الناشف: ولدت في عمان سنة 1936 ميلاديًّا، حصلت على البكالوريوس في علوم التربية والشؤون الاجتماعية، وعُيِّنت محاضِرة في الجامعة البحرانية، ومن ثم الجامعة الأمريكية في القاهرة، لها العديد من المؤلفات، ومنها:
تنمية المهارات اللغوية لأطفال ما قبل المدرسة.
تصميم البرامج التعليمية لأطفال ما قبل المدرسة.
قضايا معاصرة في تربية الطفولة المبكرة.
الاتجاهات المعاصرة في تربية طفل الرياض والكويت.