حقوق الأبناء
حقوق الأبناء
أتى رجل يشكو إلى عمر بن الخطاب (رضي الله عنه) عقوق ابنه له، فقام الغلام فسأل عمر: يا أمير المؤمنين ما حق الولد على أبيه؟ قال عمر: أن يختار له أمًّا صالحة، وأن يعلمه شيئًا من القرآن، وأن يختار له اسمًا حسنًا، فقال الغلام: يا أمير المؤمنين فوالله إن أبي لم يرعَ هذه الحقوق، فقد اختار لي أمًّا لا أتشرَّف بها، وسماني جُعلًا، ولم يعلمني شيئًا من الكتاب، فقال عمر للرجل: أيها الرجل اذهب فقد عققت ابنك قبل أن يعقَّك، وجعلًا تعني الخنفس، وكم من والد فينا عقَّ أبناءه قبل أن يعقوه.
ومن أعظم ما نبَّه عليه عمر (رضي الله عنه) اختيار الأم، فعندما يبحث الرجل عن زوجة فهو لا يبحث عنها زوجة تعجبه وحسب، إنما هي ستغدو أمًّا وراعية لأبنائه، فيختارها صالحة ذات دين وفهم وثقافة، وكان نابليون يعي ذلك، فحين سئل عن أي حصون فرنسا أمنع أجاب: الأمهات الصالحات، فصلاح الأم هو الأساس الأول في تربية الأبناء تُنشئهم على الفضائل والمسؤولية وحمل هموم الأمة.
ومن حقوق الأبناء أن يُدعوا بأسماء حسنة، وإن كان قد قلَّ في زماننا الأسماء القبيحة، ولكن مما يسيء به الآباء إلى أبنائهم هو دعوتهم بأسماء أعجمية ومعانٍ غريبة، في اغتراب عن لغتهم وهويَّتهم وأمتهم العربية المسلمة، إذ إن الاسم مرتبط بجذوره، ومن حقوقه أن يعقَّ عنه والديه يوم السابع إن كان لديهم القدرة، بالإضافة إلى حقه في الرضاعة الطبيعية التي أثبتت الدراسات أنها الغذاء الأمثل للطفل، بالإضافة إلى إشباعها حاجته إلى العاطفة والقرب والدفء من أمه، إضافةً إلى إرضاعه الحب والاهتمام فينشأ الرضيع صحيح النفس والبدن، وواثقًا بنفسه وبأبويه ومعتدًّا بذاته منذ صغره، فلا يكون مهزوزًا ولا ضعيف الشخصية حين يكبر بسبب ما يعانيه في الصغر
الفكرة من كتاب كيف تصبح أبًا ناجحًا
يفتتح المؤلف كتابه بحديث نبي الله (ﷺ): “كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته، الرجل في أهله راع وهو مسؤول عن رعيته، والمرأة راعية في بيت زوجها ومسؤولة عن رعيتها..”
ولا شك أن جميع الآباء يحبون أبناءهم، ويبذلون كل جهودهم من أجلهم ومن أجل توفير عيش كريم لهم، لكن كثيرًا منهم يغفلون الجانب التربوي والنفسي وينشغلون في دوامة الماديات التي لا تنتهي، غير أن الأولى والأهم والأبقى هو الجانب التربوي والأخلاقي والنفسي، بل هو واجب شرعي على الأب تجاه أبنائه، إذ يقول تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ﴾، ونحن في زمن كثُرت فيه الفتن، ولبس فيه الباطل ثوب الحق، فكانت مسؤولية الآباء أعظم وأخطر.
ومن هنا أفرد المؤلف كتابه ليبين للآباء أهم ما ينبغي لهم فعله تجاه أبنائهم، وطبيعة الأطفال في مراحلهم الصغيرة، وصفات المربي الناجح.
مؤلف كتاب كيف تصبح أبًا ناجحًا
عادل فتحي عبد الله: كاتب ومؤلف سعودي، مهتم بالجانب الاجتماعي الأسري والتربوي، له عدد من المؤلفات، منها:
احتياطات حتى لا ينحرف الأبناء.
سلسلة أحسن القصص (قصص القرآن للفتيان).
كيف تفكِّر بطريقة علمية.
أخطاء شائعة يقع فيها الأزواج.