حقائق وأرقام
حقائق وأرقام
وصل عدد المؤمنين بوجود إله في أوروبا إلى 14% فقط، وفي عام 2006 أصدر بابا الفاتيكان كتابًا بعنوان “بلا جذور، الغرب، النسبية، الإسلام، والمسيحية” عبر فيه عن مخاوفه من انقراض المسيحيين في أوروبا وذلك لانحلال الأسرة وعدم الإنجاب، ومن حلول المسلمين المهاجرين محل المسيحيين، وأن تصبح أوروبا جزءًا من العالم الإسلامي في القرن الواحد والعشرين.
أما في الجانب المادي الذي طغت فيه الرأسمالية، فنجد أن عشرين في المائة من سكان الأرض وهم أهل الشمال يمتلكون ويستهلكون ثمانية وستين بالمائة من ثروات الأرض، وأكبر التجارات هي تجارة السلاح، والمخدرات والدعارة! وتجارة الرقيق لم تنتهِ كما تظن، ولا تزال المنظمات المدعى أنها إنسانية تختطف الأطفال وتتاجر بهم للعمل في السخرة أو الدعارة أو بيع الأعضاء، و90% من الأبحاث العلمية توظف في خدمة الصناعات الحربية.
وإن 95% من رأس المال يوظف في المضاربات والسمسرة سعيًا وراء الربح السريع، وليس في الإنتاج والخدمات، فالقوة الشرائية لأغلب سكان العالم منخفضة على كل حال، إضافةً إلى الشركات المتعددة الجنسيات التي اجتاحت سيادة الدول بالقروض التي تصل فوائدها إلى 20% فغدت دولٌ كثيرة خصوصًا في أفريقيا عاجزة عن سداد فوائد الديون التي كانت تزيد قيمتها في بعض الأحيان على قيمة صادرات الدولة، دونًا عن الديون ذاتها.
الفكرة من كتاب مقوِّمات الأمن الاجتماعي في الإسلام
بين توُّحش الحضارة المادية بنظمها الرأسمالية أو الشمولية الشيوعية، التي أعطت الإنسان مطلق الحرية وجعلته سيدًا للكون يتصرَّف فيه كيفما شاء ويتملَّك دونما قيود، وبين زهد الدروشة والانصراف التام عن الدنيا، كان الإسلام منهجًا وسطًا لتحقيق الأمن الاجتماعي ليأمن الناس على معاشهم عن طريق تحقيق العدل المجتمعي، وفلسفة الإسلام في ذلك تأتي من نظرية “الاستخلاف”.
فالناس مستخلفون في ملك الله (عز وجل)، وكلاء عنه للتصرُّف في الموارد التي أوجدها لهم، وهذا لا ينزع حق التملُّك تمامًا وإنما يضع الضوابط عليه بما يحفظ اتزان المجتمع، يقول الإمام محمد عبده: “إن تكافل الأمة يعني أن مال كل واحد منكم هو مال أمتكم”، فنصيب الفقراء في أموال الأغنياء “حق”.
في هذا الكتاب يناقش الدكتور محمد عمارة مفهوم الأمن الاجتماعي وأهم مقوماته في الإسلام، وكيف نحقق العدل والتكافل الاجتماعي في المجتمع الإسلامي.
مؤلف كتاب مقوِّمات الأمن الاجتماعي في الإسلام
محمد عمارة (1931 – 2020): مفكر إسلامي مصري، ومؤلف ومحقِّق، كان عضو مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر، وعضو هيئة كبار علماء الأزهر، وعضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية بمصر، حصل على الليسانس في اللغة العربية والعلوم الإسلامية من كلية دار العلوم، وحصل على الدكتوراه في الفلسفة الإسلامية، وعرف بمنهجه الوسطي الجامع.
ترك ميراثًا كبيرًا من الكتب يزيد على 140 كتابًا، منها تحقيق الأعمال الكاملة لعدد من أبرز الكتَّاب مثل الطهطاوي والأفغاني ومحمد عبده، كما ألَّف عن أعلام التجديد الإسلامي وعن التيارات الفكرية الإسلامية قديمًا وحديثًا، ومن مؤلفاته: “أزمة العقل العربي”، و”خطر العولمة على الهوية الثقافية”، و”الحضارات العالمية: تدافع أم صراع”، و”هل المسلمون أمة واحدة؟”.