حقائق متعلقة بجمعيات الإعانة
حقائق متعلقة بجمعيات الإعانة
يبحث المرء عن إنجازات الجمعيات الخيرية قبل التبرع، ليعرف أين وكيف ستُستخدم أمواله، وقد يُفاجأ أن بعض الجمعيات تنفق نسبة كبيرة من التبرعات على تغطية المصروفات الإدارية للمقر، بدلًا من مساعدة المحتاجين، مما يسبب الاستياء والقلق للمتبرع، في حين أن التكلفة الإدارية المنخفضة تجعل الجمعيات أقل فاعلية، فعند التخلي عن الموظفين ذوي الخبرة أو تقليل رواتبهم، تفشل برامج التوعية التي تنفذها المنظمات، وتحصل على تبرعات أقل، فيتوقف تمويل المشروعات.
وتستخدم منظمات الإعانة أرقامًا توحي بإمكانية إنقاذ حياة الناس بقليل جدًّا من المال، وتلك الأرقام المتدنية تُستخدم لاجتذاب المتبرعين، وليست مقياسًا دقيقًا لتكلفة إغاثة حياة ما، إذ إن المبلغ الضئيل يُدفع من أجل التطعيمات والأدوية دون الأخذ في الحسبان تكلفة إيصالها إلى المدن، و إعطائها للمرضى، وتعليم الأسر كيفية استعمالها، ودون حساب الحالات المنهكة صحيًّا والوشيكة على الموت، التي تحتاج إلى أضعاف المبلغ الذي تعلنه المنظمات.
ويعد التدخل السياسي من أهم أسباب فشل جمعيات الإعانة، إذ إن كثيرًا من المنظمات الدولية تساعد الدول الفقيرة بناء على أولويات دفاعية أكثر من كونها مساعدات إنسانية، إذ تتبرع الولايات المتحدة بكثرة لبلدان مثل مصر والأردن لضمان استقرار منطقة الشرق الأوسط، والإعانة التي تتلقاها كولومبيا من الولايات المتحدة مرتبطة بقمع استخدام الكوكايين، ومن ثم فإن الإعانات لا تذهب إلى البلدان الفقيرة، بل تُمنح إلى الدول ذات الدخل المتوسط الأدنى، مما يعني استمرار الفقر على الرغم من زيادة الثروات.
وبلدان كالولايات المتحدة تعزز اقتصادها من خلال التبرع ببضائع من صناعتها، وغذاءٍ زُرع في أراضيها يُشحن على سفنها إلى الأماكن المعنية بالمعونات، مما يعود بزرق جيد على المزارعين وأصحاب شركات الشحن الأمريكية، ومن ثم تصبح الإعانة أقل فاعلية، لأن الغلال والمنتجات ستكون أرخص لو اشتُريت من البلد المُحتاج إلى المعونة، والكميات الكبيرة من الغذاء الممنوحة إعانةً تؤدي إلى ركود الأسواق المحلية، وتقلل من رغبة الفلاحين في زيادة الإنتاجية، في حين أنه توجد عشرات الطرائق لتوفير حياة كريمة لملايين البشر ومكافحة الفقر العالمي.
الفكرة من كتاب الحياة التي يمكنك إنقاذها: كيف تقوم بدورك في القضاء على الفقر العالمي
حول العالم يعيش مليارات البشر تحت خط الفقر، ويكافحون من أجل تلبية الاحتياجات الأساسية كالصحة والتعليم والمأكل والمشرب وخلافه، وعلى الرغم من آلاف الجهود المحلية والدولية لإنقاذهم، فإنهم ما زالوا معرضين لخطر العيش في فقر مدقع حيث الجهل والبطالة والتفكك الأسري، والعصر الحالي مشكوك في جدارته الأخلاقية، إذ سيطر المال على كل شيء
ووُجه ناحية الاستعراض والفنون دون الاهتمام بحياة ملايين الفقراء، ويتناول الكتاب طرائق مواجهة الفقر وتحقيق تنمية مستدامة، ويوضح الجهود الممكن بذلها لتخفيف عبْء الديون التي تثقل كاهل الدول الفقيرة والنامية، ويشجع البشر على أن يكونوا كائنات آدمية أكثر خيرية، ويشاركوا في صنع عالم أفضل.
مؤلف كتاب الحياة التي يمكنك إنقاذها: كيف تقوم بدورك في القضاء على الفقر العالمي
بيتر سينجر: ولد في أستراليا عام 1946م، ودرس في جامعتي ملبورن وأكسفورد، وعمل أستاذًا للأخلاق البيولوجية في جامعة برنستون، وله عديد من المؤلفات من أشهرها:
Animal Liberation
Practical Ethics
Pushing time away
معلومات عن المترجم:
د. سعيد توفيق: ولد في القاهرة عام 1957م، وعمل أستاذًا لعلم الجمال والفلسفة المعاصرة بكلية الآداب جامعة القاهرة، والأمين العام للمجلس الأعلى للثقافة، ورئيس تحرير سلسلة الفلسفة الصادرة عن الهيئة العامة لقصور الثقافة، وترجم عديدًا من الكتب، منها:
السعادة: موجز تاريخي.
شوبنهاور: مقدمة موجزة.
تجلي الجميل.