حقائق حول رفض المريض للعلاج
حقائق حول رفض المريض للعلاج
غالبًا ما ينكر المرضى العقليون مرضهم وحاجتهم إلى العلاج، ويعتقدون أن مرضهم مؤقت، وأن الدواء كالمضاد الحيوي يتوقف تناوله بالشفاء من العدوى، ولذلك فهم يتوقفون عن تناوله بعد تحسن حالتهم، مما يؤدي بهم إلى التورط في المشكلات، وتدهور حالتهم الصحية، واضطراب علاقاتهم بالآخرين، ويتخلصون من الأدوية، ولا يذهبون لزيارة الطبيب، ويطلبون عدم التدخل في شؤونهم، ويرون أن الآخرين هم المرضى.
تشير الدراسات العلمية إلى أن نصف المرضى العقليين يرفضون العلاج نتيجة لعدم استبصارهم بالمرض، وعدم شعورهم بأعراضه على الرغم من وضوحها للآخرين، وتكون المشكلة بالنسبة إليهم هي أنهم ضحايا لمن يجبرونهم على العلاج من مرض ليسوا مصابين به، والحقيقة أن ذلك لا يُعد عنادًا من المريض، لأن عدم الاستبصار بالمرض من أعراض الاضطراب وليس شيئًا يفعله بإرادته.
الاستقرار المؤقت لحالة المريض لا يعني ترك المريض وتجاهل عدم تناوله للدواء إلى حين تدهور حالته مما يؤدي إلى حجزه في المستشفى، فالعلاج المبكر أمر هام ويؤثر في مسار المرض ومآله، والالتزام بالعلاج والمتابعة يمنعان الانتحار والتشرد والسلوكيات العنيفة والمندفعة، وتوجد أيضًا معتقدات خاطئة كالاعتقاد بأن عدم استبصار المريض مفيد له، لأن إدراكه لمرضه قد يدفعه للانتحار، والحقيقة أن الدراسات توصلت إلى أن الاستبصار بالمرض لا يرتبط بالانتحار، وأن زيادة وعي المريض بمرضه وبفوائد العلاج يشجعه على الاستمرار في تناوله، ويُحسن من مسار المرض ويُقلل عدد مرات احتجازه وفترة إقامته في المستشفى، وكذلك الاعتقاد الخاطئ بأن المرضى يرفضون تناول الدواء بسبب آثاره الجانبية، ولكن الحقيقة أن لها تأثيرًا ضعيفًا في رفضهم للعلاج وأن عدم استبصارهم بالمرض هو السبب الرئيس، كما أن بعضهم يشتكون من آثارها الجانبية فقط لتقديم مبررات للطبيب ولعائلاتهم بعدم تناول العلاج.
الفكرة من كتاب لست مريضًا لا أحتاج المساعدة: كيف تساعد شخصًا مريضًا نفسيًا بقبول العلاج
قد يمرض الشخص فيضطرب سلوكه وتفكيره ويرى هلاوس ويتفاعل معها، ويؤمن إيمانًا راسخًا بأفكار ويتصرف وفقًا لها، وعندما تقترح عليه اللجوء إلى طبيب والحصول على المساعدة يرفض ويرى أنك أنت المريض الذي يحتاج إلى العلاج!
مر دكتور خافيير أمادور بخبرة مشابهة مع أخيه هنري الذي كان مصابًا بمرضٍ عقلي، لينتج عن محاولاته المتكررة لإقناع أخيه بالعلاج بجانب خبرته الطويلة في العلاج النفسي وَضْع طريقة يستخدمها غيره من المختصين بالصحة النفسية وعائلات المرضى العقليين أو مرضى الذهان.
مؤلف كتاب لست مريضًا لا أحتاج المساعدة: كيف تساعد شخصًا مريضًا نفسيًا بقبول العلاج
خافيير أمادور:اختصاصي نفسي إكلنيكي ومعالج نفسي، تبلغ خبرته ثلاثين عامًا، أستاذ الطب النفسى وعلم النفس الإكلينيكي بجامعة كولومبيا، تولى منصب رئيس الأبحاث في الاتحاد الوطني للأمراض العقلية، ورئيس قسم علم النفس في معهد ولاية نيويورك للطب النفسي، ومساعد رئيسي في إعداد الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات النفسية، استفاد المعهد القومي للأمراض النفسية ووزارة العدل الأمريكية من مشورته، كما أسس معهد ليب للبحث والتدريب، وقدم الكثير من المحاضرات والورش في العديد من الدول، وشارك في العديد من البرامج التلفزيونية، كان له العديد من الإسهامات العلمية إذ نشر الكثير من البحوث العلمية، وألف كتبًا تمت ترجمة بعضها إلى ما يزيد على ٢٠ لغة.
من مؤلفاته: “البصيرة والذهان: الوعي بمرض انفصام الشخصية والاضطرابات المتعلقة بها”، “عندما يقع الشخص في الحب يكتئب: كيفية المساعدة بدون أن تخسر نفسك” – “وحيد في عالم من الأزواج”.