حضارة “ثولا ميلا”
حضارة “ثولا ميلا”
اكتشفها عالم الآثار “سيدنى مولار” في عام 1944 بجنوب أفريقيا، وتقع بين حدود موزمبيق وزيمبابوي، ونشأت فيها حضارة قديمة تميزت بصناعة الذهب والمعادن والملابس، وكانت لديها علاقات تجارية واسعة وصلت إلى الصين.
كانت حضارة قوية حكمت بين عامي 1200، و1600 بعد الميلاد، وكانت تمثل تصور الحضارة الأفريقية في الأعمال الفنية والحرفية، فكانت موطنًا لأمهر الحرفيين الذين كانوا يمتلكون قدرات فنية وتكنولوجيا عالية، وبخاصةٍ في صهر الذهب والنحاس والحديد والبرونز، وكانت أيضًا تعمل في صناعة المجوهرات وأدوات الزينة البالغة الدقة والجمال، كما اهتموا بصناعة ملابس من المنسوجات وأوعية من الخزف، فكانت “ثولا ميلا” نقطة التجارة الرئيسة في ذلك الوقت لأنهم وجدوا فيها دلائل على مدى تطور القارة الأفريقية قبل الحقبة الاستعمارية، فقبل ظهور التجارة في “ثولا ميلا” عملوا على إقامة أبنية كبناء الشرفات من الحجارة، وبعد ذلك اكتشفوا أنه كان هناك تجارة مع الهند عبر المحيط الهندي، فكانت مركزًا للحكم في هذه الفترة، وقد تميَّزت في صناعة الذهب والمجوهرات عن غيرها من الصناعات.
وبعد ذلك عثروا على اكتشافات متتالية من أدوات، ومعادن، وصفائح وأسلاك رقيقة وأحجار من السيراميك وإبر لصناعة الخيوط.
وباكتشاف هذه الممالك فقد كانت أفريقيا قارة ثرية بحضارات عظيمة وزعامات رائعة، ولكن جاء الاستعمار وسلب منها آدميتها، وحولها إلى آلات بشرية بلا مشاعر، بلا لغة، بلا حقوق، بلا أمل.
الفكرة من كتاب العبودية في أفريقيا والتاريخ المفقود
في فترة الاستعمار وما مرت به أفريقيا من العبودية طوال أربعة قرون من الزمن، عمل الاستعمار على نزاع حقوق الأفارقة، وقام بدفن آدميتهم واستعبدهم في الحقول والمزارع والمناجم والوظائف الدنيا دون مقابل، فسرق من الأفريقي لغته، وعقيدته، وأمه، وأباه، وأطفاله، وهويته.
ورغم ما حدث للأفارقة، وما زال يحدث الآن، من تأثير هذا الاستعمار حتى هذه اللحظة، فيجب علينا كشعوب عدم نسيان هذا التاريخ من الاضطهاد والتعذيب من قبل الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا، اللتين تريدان الاستمرار في نهب أفريقيا وجعلها منهكة في صراعات لا تنتهي.
مؤلف كتاب العبودية في أفريقيا والتاريخ المفقود
عايدة العزب موسى: كاتبة متخصصة في الشأن الأفريقي، تكتب في العديد من المجلات والجرائد في ذات الشأن، ولها مساهمات في المؤتمرات والندوات، وهي مصرية، ولها العديد من المؤلفات والكتب منها: “قرن الرعب الأفريقي”، و”جذور العنف في الغرب الأفريقي”، و”شخصيات أفريقية في السياسة والفن”، و”130 عامًا على الثورة العرابية”.