حسن التآلف
حسن التآلف
بالنظر إلى نقاط ضعف أطفالنا سنُدرك أن المواقف اليومية التي تسبب خلافًا دائم بيننا، تحتاج إلى مهارات يفتقرون إليها. وبالنظر إلى نقاط قوتنا وضعفنا، من الممكن أن نكتشف أننا نملك أنماطًا مختلفة من نقاط القوة والضعف مما يجعل المشكلة بيننا تتفاقم. فعندما يكون الطفل ضعيفًا في مهارة ما قد لا يُدرك مدى تأثير ذلك، وسوف يشعر بأن انفعالنا بشأن هذا الأمر مبالغ فيه، والعكس بالعكس، مما قد يؤدي إلى وجود خلافات مستمرة، كما يجعل مناخ المنزل متوترًا بحيث يعيقهم عن تنمية مهاراتهم. وقد نملك نقاط الضعف نفسها وهذا يُعرضنا أيضًا لمشكلات، ففي أثناء أدائنا معًا لمهمة تحتاج إلى مهارة نفتقر إليها، ونفشل فيها أو ننجزها في وقت أطول، فسوف نوجه اللوم لبعضنا بعضًا.
لتجنب الخلاف وتوفير بيئة هادئة، يجب أن نفكر كيف نستغل هذا التشابه أو الاختلاف. في حالة أننا نملك مهارات يفتقر إليها أطفالنا، نتفق معهم أن يقبلوا مساعدتنا، وإذا رفضوا فعلينا أن نفعل شيئًا يحفزهم للقبول، فنذكر لهم أيضًا نقاط قوتهم التي تُمثل لنا نقاط ضعف لندعمهم، وفي حالة امتلاكنا لنقاط الضعف نفسها، سنحدد أكثر النقاط المسببة للمشكلات في الروتين اليومي لكل منا، ونتفق أننا سنساعد بعضنا بعضًا لتنمية هذه المهارات، ونعرض هذه المهارات ونقوم بعصف ذهني للتوصل إلى حلول، ثم نختار الخطة المناسبة ونطبقها.
يجب أن ننتبه أنه في كلا الحالتين قد تعيقنا بعض الضغوطات التي قد تجعلنا نفقد توازننا وتزيد الفجوة بيننا وبين أطفالنا، إذ إن التوتر سوف يزيد من ظهور مهاراتنا الضعيفة كعدم القدرة على كبح رد الفعل، لذا يُنصح في هذه الحالة أن ندرك أن لدينا عبئًا إضافيًّا ونحتاج إلى التأقلم مع هذا الوضع، لكن في حالة الضغط الشديد بحيث لا يمكننا التحكم في ردود أفعالنا وكان من الممكن تعديل الخطة أو تأجيلها، نشرح لأطفالنا الوضع ونُقدم لهم الخيارات المتاحة. والآن سوف نتعلم بالتفصيل في الفقرة التالية كيف نقدم الدعم لأطفالنا لنساعدهم على تنمية مهاراتهم.
الفكرة من كتاب ذكي ولكن مُشتت
هل تشعر في أثناء الاستعداد للمدرسة صباحًا أو في وقت النوم أنك في معركة مع طفلك؟ هل تعاني من نسيانه لأغراضه في المدرسة؟ هل تشعر بالغضب عند رؤية غرفته غير المنظمة؟ هل يستطيع التعامل مع التغيرات في الخطط أم المشكلة أنه لا يستطيع التخطيط من الأساس؟ هل يمكنه السيطرة على رد فعله في أثناء مروره بموقف يثير أعصابه أو يجعله قلقًا أم لا؟ هل تلاحظ في أثناء تكليفه بمهمة ما أنه يستطيع تحديد من أين يبدأ أو يستطيع إكمال المهمة في الوقت المحدد ودون تشتت؟
قد تلاحظ أنه لا يستطيع أداء مهام يستطيع الأطفال في نفس سنه أداءها، ولا بد أنك لجأت للصراخ والاستعطاف والتفسير ولكن دون جدوى.. في الواقع لا يتعمد طفلك إثارة غضبك، ويرغب في أداء مهامه لكنه يفتقد المهارات المطلوبة لأداء المهام التي تُعرف بالمهارات التنفيذية، الخبر الجيد أن هذه المهارات يُمكن أن تُكتسب تدريجيًّا وبشكل أوضح في أول عقدين من الحياة، وسيساعدك هذا الكتاب على معرفة هذه المهارات واكتشاف ما يفتقده طفلك منها، كما يوجهك إلى الطريق الذي من خلاله يمكنك تنمية مهاراته.
مؤلف كتاب ذكي ولكن مُشتت
بيج داوسون: اختصاصية علم النفس السريري في مركز التعلم واضطرابات نقص الانتباه في مركز Seacoast Mental Health بمدينة بورتسموث، بولاية نيوهامبشاير. كانت رئيسة سابقة للجمعية الوطنية لعلماء النفس المدرسيين (NASP) والجمعية الدولية لعلم النفس المدرسي. حاصلة على الدكتوراه في التربية كما حصلت على جائزة الإنجاز مدى الحياة من NASP.
ريتشارد جوار: اختصاصي في علم النفس العصبي، ومدير مركز التعلم واضطرابات نقص الانتباه، كما أنه حاصل على شهادة اختصاص كمحلل سلوكي. تُركز أبحاثه ومنشوراته على فهم ومعالجة الصعوبات في التعلم ونقص الانتباه والاضطرابات العصبية.
للدكتورة داوسون والدكتور جوار خبرة تزيد على ثلاثين عامًا في التعامل مع الأطفال الذين يعانون صعوبة التعلم، والانتباه، والسلوك. وألفا معًا كتاب: المهارات التنفيذية لدى الأطفال والمراهقين: دليل عملي للتقييم والتدخل.