حريق مكتبة الإسكندرية
حريق مكتبة الإسكندرية
مكتبة الإسكندرية تُوصف بأنها من أعرق المكتبات التي وجدت، وتشير المصادر القديمة أن المكتبة كانت تضم الكثير من المخطوطات واللفائف بما يصل إلى تسعمائة ألف مجلد مخطوط، وتناقل بين المستشرقين أن الحريق حدث عام 48م بسبب فتح المسلمين لمصر بقيادة عمرو بن العاص، وقد وصف بعض الكُتَّاب حريق المكتبة بأنه كان أسطورة ومنهم المستشرق كازنوفا، وذكر ويل ديورانت قصة الحرق أن الخليفة عمر بن الخطاب وجد كتبًا تخالف القرآن الكريم، فأمر بحرق المكتبة والكتب حتى أن ديورانت سخر معتذرًا وقال: “لو كان البابا مكان عمر لفعل مثل ما فعل عمر”، لكن يقول المؤرخ الإنجليزي ألفرد بتلر ناكرًا وجود حنا فلينوس الذي قيل إنه خاطب عمرو بن العاص في أمر المكتبة، كما أن كتب القرن السابع كانت من الجلد وهو لا يصلح للوقود، ولو صدقنا فكيف يكفي ما بقي من المخطوطات لتكون وقودًا لأربعة آلاف حمام لمدة 180 يومًا، وكيف نصدق قصة كُتبت بعد حدوثها بخمسة قرون ونصف وخالية من الإسناد والمصادر! ومنهم من أنكر هذه الحادثة من الأصل مثل إدوارد جيبون صاحب كتاب “الدولة الرومانية”، وقد تعرَّضت هذه المكتبة من قبل لعدة حرائق من قِبل الحملات الصليبية، وليس حريقًا واحدًا، قبل فتح المسلمين لمصر، لذا لا نعلم لماذا قد يتعامى المستشرقون عن هذه الكذبة، ولمَ لمْ يشيروا إلى حرائق الإسبان للكتب، ففي الأندلس أحرق الإسبان ما يزيد عن مليون وخمسين ألف مجلد وأتلفوا حوالي تسعين مكتبة في الأندلس في كل إقليم، كما ذكر المؤرخ الفرنسي ميادرو، ونقل المؤرخ الإسباني در بلس أن الإسبان حرقوا ألف ألف وخمسمائة ألف مجلد خُطُّوا بأقلام العرب، والكتب العربية الموجودة في متحف الإسكوريال بمدريد كان يسلبها قرصان الإسبان من المغاربة، وأحرق رئيس الأساقفة في غرناطة ثمانين ألف مجلد من المخطوطات العربية، وقد مجَّد العالم علماء المسلمين في كتبهم مثل كتاب “حضارة العرب” لغوستاف لوبون، و”تاريخ الإسلام” لكريمسكي، وغيرهما كثير.
الفكرة من كتاب خارطة القراءة
يقول ابن الجوزي: “وإني أخبر عن حالي: ما أشبع عن مطالعة الكتب، وإذا رأيت كتابًا لم أقرأه، فكأنني وقعت على كنز”، فالكتب هي نوافذ خارجية وداخلية في هذا العالم، يحيا المرء بمفرده في هذه الحياة حتى يجد الكتب فيجد الصُحبة والمعرفة، ويُحلِّق بعيدًا عن عالمه حين ينغمس في كتاب ما، وقد ترى عوالم وأزمنة مختلفة في الكتب حتى لو لم تعشها، والكاتب هنا يأخذنا في رحلة حول القراءة والكتب ومراحل التدوين، وأيضًا يقودنا إلى قصص كثيرة حول المكتبات وكيف تقرأ؟ وتصاحب كتابًا ممتعًا.
مؤلف كتاب خارطة القراءة
الدكتور حمد بن سليمان الباحوث، كاتب سعودي الجنسية، حاصل على الدكتوراه من جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، ومن مؤلفاته: “الاحتساب على المخالفات الشرعية في مجال الرواية الأدبية العربية المعاصرة”، والكتاب الذي بين أيدينا.