حريق مكتبة الإسكندرية
حريق مكتبة الإسكندرية
استمرت محاولات إلصاق الأحكام المسبقة الظالمة للعرب، وقد روَّجت الحروب الصليبية في القرن الثالث عشر شائعة حرق مكتبة الإسكندرية على يد عمرو بن العاص بأمر من الخليفة، على الرغم من الحقائق التاريخية السافرة لكل ذي عين وما نصَّت عليه معاهدات المسلمين مع غيرهم، وما أوصى به الخليفة قائد جيوشه عند فتح الأقطار بألا يخربوا أرضًا ولا يستبيحوا مالًا ولا عرضًا، وهذا ما نصَّت عليه المعاهدة بين عمر بن الخطاب مع البطريرك البيزنطي في الإسكندرية.
ولا يغفل أحد مكانة العلم والعلماء في الإسلام، وقد حثَّ كثيرٌ من النصوص على طلب العلم سواء الشرعي أو ما تستقيم به حياة الناس من العلوم الأخرى، وكذلك سَبَق علماء المسلمين أتباع المنهج التجريبي القائم على الرصد والملاحظة للحقائق العلمية، وبلغت تلك العلوم والاكتشافات أوروبا عن طريق التجارة وحكم العرب لإسبانيا والبرتغال وجزيرة صقلية وحركات الترجمة والبعثات والوفود من الطلاب والحجيج، فذلك العطاء الذي فاض به علماء العرب من أطباء ورياضيين وفلكيين وكيميائين وغيرهم، أشعل الشرارة الأولى للبحث العلمي بعدما كان ممنوعًا ومحرمًا من قبل الكنيسة صاحبة الدعوة للانقياد الأعمى لمسلَّمات وحقائق الإنجيل والإغريق والخضوع لهيمنة اللاهوت الكنسي.
ولم يقتصر ذلك العطاء على الجوانب العلمية فقط، بل شمل الأدب، فقد اتسمت الحضارة العربية بالسماحة في العطاء والأخذ الواعي القائم على الأصالة، ورفض العناصر الغريبة عن الروح العربية، والانفتاح على تطورات العالم الحديث ليتمكَّن العرب من الإحاطة بها وخلق روح الإبداع.
الفكرة من كتاب الله ليس كذلك
برعت المؤلفة في كشف الستار عن كثير من الأحكام والتحويرات التاريخية والأقوال الخاطئة المقصودة عن العرب والمسلمين، فعمدت إلى توضيح حقيقة الشرق المسلم بإنصاف شواهد التاريخ والحضارة، وتفنيد الشعارات الباطلة من همجية الشرق واضطهاد الإسلام للمرأة وغيرها من المزاعم الغربية المزيفة، فمن المذهل أن ترى من ليس منك يدافع عنك!
مؤلف كتاب الله ليس كذلك
زيجريد هونكه Sigrid Hunke: مستشرقة ألمانية ولدت عام 1913م بمدينة كيل الألمانية، درست الآداب والفلسفة وعلم النفس وعلم مقارنة الأديان، حصلت على شهادة الدكتوراه سنة 1941م، اشتهرت بالدفاع عن العرب والمسلمين، حصلت على العديد من الجوائز مثل جائزة شيلر ووسام النجمة الكبرى بالقاهرة، من أشهر مؤلفاتها: “شمس العرب تسطع على الغرب”، وتوفيت عام 1999م بمدينة هامبورغ عن عمر يناهز الـ86 عامًا، قضتها في البحث عن الحقيقة، ونشر قيم التسامح والتقارب بين الحضارات والثقافات، والإشادة بأثر العرب والمسلمين في تطوُّر حركة الفكر والعلم.