حرية الكلام في عصر الإنترنت
حرية الكلام في عصر الإنترنت
لقد أحدث الإنترنت ثورة هائلة في حرية الكلام، وأصبح من حق كل فرد في أي مكان في العالم أن ينشر رأيه ويعبِّر عما بداخل عقله، هذه تبدو لأول وهلة حدثًا فريدًا منافعه عظيمة للبشرية، إلا أنه شيئًا فشيئًا تنافست العيوب على الظهور وأصبحت المواقع والمنتديات مكانًا لقضايا أخلاقية جديدة، لكن هل توجد مخاطر معينة مرتبطة بالإنترنت؟
نعم؛ هناك أربعة أخطار للإنترنت، يتمثل الخطر الأول في الجهل بالهوية حيث أتاح الإنترنت لمستخدميه فرصة الاختفاء وراء حسابات مجهولة وشخصيات مصطنعة تهدِّد المجتمع بنشر عشرات الآلاف من الشائعات والمعلومات الخطيرة، ويصعب تتبع هؤلاء الأشخاص المتسترين مما يمثل تحديًا حقيقيًّا للمجتمع، والخطر الثاني هو غياب مراقبة الجودة، في عصر ما قبل الإنترنت كانت هناك منظمات متخصصة تضمن جودة المنتج الفكري سواء كتاب أو قصيدة أو مقال صحفي، وبالتالي كانت فرصة وجود آراء وأفكار مضرَّة قليلة للغاية، أما بعد ظهور الإنترنت فقد صارت الأفكار الضارة والمعلومات غير الدقيقة كثيرة للغاية وأصبح الأثر السلبي أكبر، فنفس الوسيلة التي تسمح بنشر المساعدات الإنسانية والمشاركة الاجتماعية بين الناس هي نفسها التي تسمح بنشر شائعات لا حصر لها.
أما الخطر الثالث فهو توافر الجمهور الضخم لأي رأي، حيث يتيح الإنترنت للرأي الواحد الوصول إلى آلاف القراء والمشاهدين، وهنا أيضًا هذا الجمهور الكبير سلاح ذو حدين، يؤدي إلى زيادة الآثار الناجمة عن الكلمة الواحدة أضعافًا كثيرة دون تكلفة تقريبًا على عكس النشر التقليدي، بل يرد جمهورٌ على بعضه من بلاد متباعدة وقارات مختلفة، أما الخطر الرابع فهو تكوين مجتمعات عدائية صغيرة تتشارك نفس الاهتمامات والميول غير الطبيعية التي قد تُودي بحياة الأفراد وتؤثر في سلامة المجتمعات، فتلك الصداقات الصغيرة والمجموعات تتشارك فيما بينها تلك الأفكار الغريبة الهدامة، وتدعم بعضها بعضًا وتعزِّز ثقتها بنفسها بعد أن كانت العزلة الاجتماعية هي مصير كل شخص ذي ميول شاذة، كهؤلاء الذين يتشاركون بميولهم الجنسية نحو الأطفال ومجتمع النحافة وغيرهما من التجمعات المشابهة.
يمثل الإنترنت عقبة كُبرى أمام الكتاب والأدباء والمؤلفين لأنهم يواجهون خطر سرقة أفكارهم وإبداعاتهم على الدوام، فكم من سرقة لقصيدة والتغيير فيها ونشرها حدثت أو اقتباس من كتاب أو مشاركة كتاب بالكامل وقراءته عبر الإنترنت. كل هذا لا يزال معاناة أمام هيئات النشر والهيئات الدولية لحفظ الحقوق، لذلك صدر قانون حقوق النشر الذي يحافظ على حقوق الملكية الفكرية ويجرِّم عملية النشر دون إذن صاحب المنشور.
الفكرة من كتاب حرية التعبير: مقدمة قصيرة جدًّا
يطرح الكاتب مقدمة بسيطة عن حرية التعبير ويشرح في البداية تعريفها وفوائدها وأضرارها، ثم يخصُّ بالذكر موضوعات بعينها كالمواد الإباحية وهل تندرج تحت حرية التعبير أم لا، كما يبيِّن أثر ظهور الإنترنت في حرية الكلام والأذى الذي تعرَّض له المجتمع بسببه.
مؤلف كتاب حرية التعبير: مقدمة قصيرة جدًّا
نايجل ووربيرتن Nigel Warburton: فيلسوف بريطاني حصل على درجتي البكالوريوس من جامعة بريستول والدكتوراه من جامعة كامبريدج، حاضرَ في جامعة نوتنجهام قبل التحاقه بقسم الفلسفة بالجامعة المفتوحة.
ألَّف العديد من الكتب الفلسفية الشهيرة، ومنها:
مقدمة للحرية.
أساسيات الفلسفة.
التفكير من الألف إلى الياء.