حروب جديدة

بعد أشهر قليلة من غزو الولايات المتحدة الأمريكية للعراق، لإسقاط نظام الرئيس الراحل صدام حسين بذريعة امتلاك أسلحة دمار شامل، تم إنجاز المهمة وسقط صدام بالفعل وتم تسريح الجيش العراقي وإقصاء حزب البعث الحاكم عن السلطة وتسليم مفاصل البلاد لحكومة شيعية بحماية أمريكية، وظنَّ الجميع أن الحرب قد انتهت، لكن لم يدُرْ بخلد الأمريكيين أن حربًا أخرى على وشك أن تبدأ تستلزم أدوات غير تقليدية للتصدي لها، هي بالفعل حرب الشوارع والعصابات من بقايا الجماعات المسلحة التي تشكَّلت بعد سقوط العراق.

 الحل: 📚📚📚 مكتبة ضخمة جدا 

من الكتب المبسطة والمضغوطة على هاتفك مع تطبيق أخضر

تطبيق أخضر يوفر لك آلاف ملخصات الكتب العربية والعالمية بطريقة مقروءة ومسموعة في أكثر من ١٦ قسم في كافة مجالات الحياة 

حمله الآن 😎

جوجل بلاي -- أبل ستور

ونظرًا إلى صعوبة مواجهة الجيوش النظامية للجماعات المسلحة، استلزم الأمر وسائل بديلة لكسب تلك الحرب، كانت الأدوات السيبرانية إحدى ركائزها والتي كانت من السرية بحيث إن عددًا قليلًا فقط من القادة العسكريين كانوا على علم بوجودها، وبسبب امتلاك أمريكا تقنيات رقمية متقدمة، وجدت نفسها أمام فيض من المعلومات الاستخباراتية شملت صورًا ومواقع وبياناتٍ وأرقام هواتف ومكالمات تتعلَّق بالجماعات العراقية المسلحة، كان من الممكن إدراجها ضمن خطط ميدانية لإحكام القبضة على الجماعات المناوئة وتصفية قادتها.

لكن في تلك الآونة لم يرغب بعض القادة الأمريكيين في الاعتماد على الحروب السيبرانية في الميادين الرئيسة للقتال في العراق، فهم يعلمون مسبقًا أن الروس والصينيين يراقبون المشهد، ومن شأن استخدام تلك التقنيات المتطورة أن يظهر للأعداء مدى التفوق النوعي الذي وصلت إليه الولايات المتحدة الأمريكية، فضلًا عن أن بعض القادة لم يكن يرى أن هناك ضرورة لاستهلاك التقنيات المتقدمة في جمع المعلومات الاستخباراتية في حرب رأى الكثيرون أنها قد انتهت بالفعل، ولكن مع ازدياد شوكة المتمرِّدين العراقيين وانتهاج الجماعات لتكتيكات قتالية أكثر قسوة، تسبَّب ذلك في ذعر مسؤولي الإدارة في الحكومة الأمريكية، فكان القرار باللجوء إلى هذا الكنز الثمين من المعلومات الرقمية لتبدأ عملية صيد الخراف الناشزة.

خلال ديسمبر من العام 2020 اكتشفت الولايات المتحدة الأمريكية عن طريق الصدفة تعرُّضها لهجوم سيبراني منذ عامين على الأقل شمل وكالات الأسلحة النووية الوطنية، والاحتياطي الفيدرالي، ووزارتي الخزانة والتجارة وكبرى الشركات الأمريكية وما زال الكثير لم يُكشف بعد، فأمريكا القوى العظمى كانت محتلة رقميًّا وهي لا تعلم!

وعلى الناحية الأخرى تقول بعض التقارير إن تكلفة الجرائم الإلكترونية حول العالم ستبلغ حاجز الستة تريليونات دولار سنويًّا بحلول العام 2021، كل تلك الأحداث تُنذر بمستقبل صعب حول ما بات يعرف بالحروب السيبرانية، لذا كانت أهمية الكتاب الذي بين أيدينا حيث يخوض في جذور هذا الواقع الغامض والحروب الجديدة.

فرد كابلان (Fred Kaplan): كاتب وصحفي أمريكي متخصص في شؤون الأمن القومي، ولد في 1937 في ذا برونكس في الولايات المتحدة، وحصل على بكالوريوس من كلية أوبرلين، ودرجتي الماجستير والدكتوراه في العلوم السياسية من معهد ماساتشوستس، ويعمل في مجلة سليت الأمريكية، وحاصل على جائزة “بوليتزر” عن مقال نشرته صحيفة بوسطن غلوب.

له أربعة مؤلفات: “المتمردون: ديفيد بترايوس ومؤامرة تغيير الطريقة الأمريكية للحرب”، و”1959: العام الذي تغيَّر فيه كل شيء”، و”المؤمنون بأحلام اليقظة: كيف دمَّرت بضع أفكار كبرى القوة الأمريكية”، و”سحرة هرمجدون”.