حرب 48 المسمار الأخير في نعش الأرض الفلسطينية
حرب 48 المسمار الأخير في نعش الأرض الفلسطينية
قبل ساعات من تدخل القوات العربية، أعلنت القيادة الصهيونية مساء الجمعة في الـ 14 من مايو عام 1948 قيام “دولة إسرائيل” في فلسطين، واستمرت الحرب العربية – الإسرائيلية، حتى وافقت الدول العربية على اتفاقيات الهدنة الدائمة مع “إسرائيل”، والتي كان آخرها في الـ 20 من يوليو عام 1949 وقعتها سوريا، وكان من نتائج هذه الهدنة أن توسَّعت أملاك الدولة اليهودية من 56.47% من مساحة فلسطين بعد التقسيم إلى 77.4%، وهي نسبة توازي تقريبًا ما تبقى من فلسطين حاليًّا في الضفة الغربية وقطاع غزة.
كان لتوقيع الهدنة الدائمة بين “إسرائيل” والدول العربية انهيار كلي للنظام الاجتماعي في المجتمع الفلسطيني، فعلى المستوى الديموغرافي هُجر قرابة المليون فلسطيني من أراضيهم، توزعوا على الدول العربية المجاورة، وتضاعفت ملكية اليهود بما يزيد على عشر مرات، وأصدرت “إسرائيل” مجموعة قوانين شرعنت بها سيطرتها على ممتلكات الفلسطينيين المهجَّرين والفارين بسبب الحرب، واستولى اليهود على إحدى عشرة مدينة عربية، ونحو ألفي مليون جنيه إسترليني قُدرت قيمة ممتلكات الفلسطينيين المهاجرين. كما تنازلت الحكومة البريطانية في مارس 1950 لـ”إسرائيل” عن جميع حقوق وأملاك حكومة الانتداب ضمن الأراضي التي تحتلها القوات اليهودية.
الفكرة من كتاب الجذور الاجتماعية للنكبة: فلسطين 1858-1948
يناقش هذا الكتاب واحدة من أهم القضايا المتعلقة بالمسألة الفلسطينية والتي روَّج لها على نحو متعمد ليخدم نظرة معينة إلى القضية الفلسطينية ويضلِّل أعين الشعوب عن الحقيقة، ألا وهي قضية الأرض وكيف سيطر اليهود على الأراضي الفلسطينية، ومدى صحة المقولة التي تم الترويج لها القائلة إن الفلسطينيين هم من باعوا أراضيهم لليهود!
ويعرض الدكتور أكرم حجازي التطورات التي لحقت بالأرض وسبل التعامل معها وطرق تفاعل المجتمع معها منذ العهد العثماني والتغيرات المهمة التي لحقتها بعد قانون الطابو، وكيف فتح الطريق أمام الرأسمالية الغربية واليهودية لتدخل فلسطين، وأخيرًا الدور الجوهري والرئيس للاحتلال البريطاني الذي مزَّق البناء الاجتماعي والاقتصادي وهيَّأ كل السبل الممكنة لتحقيق وعد بلفور ببناء وطن قومي لليهود في فلسطين.
مؤلف كتاب الجذور الاجتماعية للنكبة: فلسطين 1858-1948
د. أكرم حجازي: كاتبٌ وباحثُ، وأستاذٌ جامعي سابق، حاصل على إجازة في الصحافة وعلوم الاتصال، وحاصل على الدكتوراه من جامعة تونس الأولى في علم الاجتماع، وهو مؤسس ومدير موقع المراقب للدراسات والأبحاث الاجتماعية.
له مؤلفات أخرى هي: “دراسات في السلفية الجهادية”، و”مرابط النظام الدولي”.