حرب مصالح
يتحدث مصطفى محمود عن حرب الخليج التي ظهرت فيها أمريكا بمظهر المنقذ والمخَلص لشعب الكويت، تخلصه من طغيان صدام وبطشه، الرجل الذي كانت تدعمه من قبل؛ فكل ترسانات أسلحة صدام كانت بإمدادات منها، وأمريكا هي التي أعطت صدام الضوء الأخضر بأنها لن تتدخل، إذ ليس بينها وبين الكويت اتفاقيات دفاع مشترك، وهي التي استدرجته من قبل للحرب مع إيران، فكل شيء كان على عين أمريكا وبتزكيتها، ثم هي الآن تظهر في صورة المخلص، كمن يشعل النار ثم يكون أول من يهب لإطفائها لينال شرف الإنقاذ مما اقترف عمدًا في الخفاء.
وهي أيضًا التي ترى صنيع إسرائيل وقنابلها النووية وعدوانها المتواصل في كل يوم، وقد فاق ما كان يفعل صدام، ولا تحرك ساكنًا، وهي بذلك تثبت أن شعارات الإنسانية التي ترفعها في كل محفل شعارات زائفة، ويتأكد للجميع أن حرب الخليج لم تكن يومًا حرب مبادئ بل حرب مصالح، فقد كانت جرعة منشطة للاقتصادين الأوروبي والأمريكي وعلاجًا للبطالة ومصدرًا جديدًا للدخل، وقد انتعشت تجارة السلاح وانخفضت أسعار النفط وتدفقت الأموال.
ويرى الكاتب أن تاريخ صدام كان أقرب للعمالة من أي شيء آخر، فقد حارب العرب ولم يرفع سلاحًا في وجه إسرائيل وكل الشعارات التي رفعها تبيَّن كذبها، والأحاديث عن قوته وعتاده لم تكن إلا بضاعة رخيصة بدأت في العراق وهولتها أمريكا حينًا والعرب حينًا؛ ليعمل الخوف عمله وتنتعش سوق السلاح ويُكدس في خوف آخر من استخدامه، وما قوة صدام إلا قوة نمر من ورق، وما كان سقوط كل الطغاة الذين سقطوا بسبب طغيانهم، ولكن بسبب موقف أمريكا من هذا الطغيان، فأمريكا هي التي كانت تصنع الطغاة وتمدهم بالسلاح والعتاد، حتى إذا خرج أحدهم عن الدور المرسوم له أطاحت به وتحول الحليف لعدو على الفور.
الفكرة من كتاب ألعاب السيرك السياسي
يستهل الدكتور مصطفى محمود كتابه بالحديث عن المراوغات والخدع التي تُمارس سياسيًّا، والشعارات الرنانة التي تُرفع ليمرر من تحتها الحروب والاستعمار والاستبداد، وكل ذلك في سبيل مصالح رافعي تلك الشعارات، وقد أفرد كتابه بشكل مفصل لتحليل مُقدمات حرب الخليج الثانية بعد عدوان صدام على الكويت وتداعيات ذلك.
مؤلف كتاب ألعاب السيرك السياسي
مصطفى محمود، فيلسوف وطبيب وكاتب مصري، ولد عام 1921، وتوفي عام 2009.
له أكثر من 80 كتابًا في مجالات متنوعة.
من أهم كتبه ومؤلفاته:
– الإسلام السياسي.
– المعركة القادمة.
– التوراة.
– المسيخ الدجال.