حرب كرة القدم
حرب كرة القدم
جاء مونديال السويد 1958، وفازت به البرازيل وصعد نجم الفتى ذي السبعة عشر عامًا، وهو الجوهرة السوداء “بيليه”، وهو الوحيد الذي تُوج بكأس العالم ثلاث مرات، كما فازت البرازيل مرة أخرى في مونديال تشيلي 1962، وحينها تدخلت الحكومة البرازيلية نفسها لتخفيض عقوبة اللاعب “مانيه” حتى يتمكن من اللعب في النهائي، بينما حقق المنتخب الإنجليزي لقبه الأول عندما استضافت إنجلترا مونديال 1966 الذي ملأه الشك حول شرعية فوزها به، فيما تميزت نسخة المكسيك 1970 ببدء استخدام البطاقات الصفراء والحمراء، والسماح بالتغييرات بواقع تبديلين لكل فريق.
ويُذكر أنه في تصفيات تلك البطولة وتحديدًا في يوليو 1969، عاد ربط كرة القدم بالسِّياسة عندما ساءت العلاقة بين دولتي هندوراس والسلفادور، وتسببت المباريات التي جمعتهما في أخذها حجة لإشعال النزاع المسلح، إذ قام رئيس الهندوراس بمصادرة أملاك السلفادوريين المقيمين في بلاده، فهاجمتها السلفادور عسكرّيًا، ورغم تدخل منظمة الدول الأمريكية لحل النزاع، فقد تسبب ذلك في خسارة بشرية قدرها أربعة آلاف شخص.
وفي مونديال ألمانيا الغربية 1974، فاز البلد المُضيف بعد الانتصار على المنتخب الهولندي الذي أبهر العالم بقائده المذهل “هنريك يوهانيس كرويف”، بينما كانت نسخة مونديال الأرجنتين 1978 سوداء بشكل قد يتخطى نسخة إيطاليا 1934، وقد طغى عليها إطار سياسي وديكتاتوري مظلم في الأرجنتين، ورفض لاعبون المشاركة فيها، وبالطبع حصل منتخب الأرجنتين على اللقب ولكن بشكوك واتهامات بالتهديدات أو الرَّشاوى، أما عن مونديال إسبانيا 1982، فقد شهد فوز إيطاليا باللقب مع مستجدات تمثلت في إدراج نظام ركلات الترجيح، ثم فازت الأرجنتين بنسخة مونديال المكسيك 1986 على ألمانيا، وبالطبع كانت اللحظة الأبرز بلا منازع هي عندما أحرز مارادونا هدفه الشهير بواسطة يده في مباراة ربع النهائي أمام إنجلترا، التي انتهت بهدفين مقابل هدف، وفي مونديال إيطاليا 1990، استطاعت ألمانيا الثأر والحصول على اللقب.
الفكرة من كتاب أغرب الحكايات في تاريخ المونديال
في عام 1836م، بدأ تاريخ لعبة ستحتلّ أذهان العالم بلا منافس لتُحدث نوعًا من السّحر سيتسبب مع الوقت في إبهار أغلب سكان الأرض، وسيصعد نجم هذه اللعبة مع انطلاق ما يُعرف بكأس العالم أو المونديال، وهي البطولة التي ستجمع دول العالم في احتفالات وأحداث ضخمة ورائعة.
وقد حملت بطولات كأس العالم المتتابعة لحظات ومواقف استحقَّت أن تُذكر في التاريخ، فمنها الطريف ومنها الغريب، ومنها المأساويّ والمؤسف، وفي جميع تلك المواقف استمرت الكرة في الدوران حتى في ظل أعظم الخسائر والفظائع، برغم الجانب الأسود لكرة القدم في الرشاوى والفساد والتدخلات السياسية، وهذا ما يستعرضه ذلك الكتاب بدءًا من التاريخ الأول لكرة القدم وكأس العالم.
مؤلف كتاب أغرب الحكايات في تاريخ المونديال
لوثيانو بيرنيكي، صحفي ومؤلف أرجنتيني، عمل في وكالة “دياريو إي نوتيثياس” الأرجنتينية، وصحيفة أوليه الرياضية، وله العديد من المؤلفات الرياضية التي نُشرت في أكثر من عشرين دولة، ومن أبرز مؤلفاته:
11 ضد 11
أغرب حكايات المنتخب الأرجنتيني.
معلومات عن المترجم:
محمد الفولي، كاتب صحفي ومترجم مصري، عمل في الصحافة بوكالة الأنباء الإسبانية، وله العديد من الأعمال المؤلفة مثل كتاب “تقرير عن الرفاعية”، والمترجمة مثل كتاب “حكاية عامل غرف”، و”لماذا تلعب كرة القدم 11 ضد 11؟”.