حرب العملات
حرب العملات
ترتكز حرب العملات على قاعدة أساسية تتمثَّل في القيام بعدد من المناورات في أسواق المال بهدف محاولة الخفض التنافسي لقيمة العملة المستهدفة لدولة ما، وهذا الوضع قد يكون كارثيًّا خصوصًا إذا ما اقترن بعدد من السياسات التجارية الحمائية، فقد يفضي إلى نشأة موجات من التقلُّبات المالية العنيفة التي قد تعصف بالنظام المالي، إضافة إلى الولوج إلى الاقتصاد الحقيقي محدثةً نتائج اقتصادية مؤلمة من ذعر مصرفي وفقاعات تضخُّمية وركود اقتصادي، وهذا بالطبع يؤدي في نهاية المطاف إلى تقلص شطيرة الاقتصاد بدلًا من توسعها، ومما يفاقم الوضع أكثر وأكثر هو أن حروب العملات لا يقتصر أثرها المدمر في الدول المتحاربة فقط، بل تتعدَّاها لتصل إلى الاقتصاد العالمي بأكمله مما يجعلها حربًا غير عادلة.
ورغم أن تلك الحرب تبدأ من العدوان الخارجي؛ فإن البنية الداخلية للاقتصاد المحلي هي المحدَّد الأساسي للتغلُّب على آثارها، فالهياكل الاقتصادية القوية وبخاصة الأسواق المالية تعمل كصمامات أمان ضد الصدمات الاقتصادية المفاجئة لمنعها من الانزلاق إلى الهاوية، مما يعطيها القدرة على التحوُّط ضد المخاطر وامتصاص الضربات الأولى وإعادة التمركز من جديد، بخلاف الوضع الاقتصادي الهش الذي قد يزيد من قسوة الأزمة واستمراريتها، ومما يضفي على الأمر نوعًا من عدم اليقين هو أن حروب العملات عادةً ما تتسبَّب في عواقب مالية غير مقصودة أو ما يطلق عليه “الآثار الجانبية”، فالدول اليوم بفعل العولمة الاقتصادية باتت لا تمتلك رادعًا حقيقيًّا ضد المخاطر الاقتصادية، وهذا يعني أن بعض الدول قد تتضرَّر من أسلحتها المالية التي وجهتها ضد غيرها!
الفكرة من كتاب حروب العملات.. افتعال الأزمة العالمية الجديدة
هي نوع آخر من الحروب، فبعد الحرب الباردة وحروب الشرق الأوسط تحوَّلت إلى صراع حقيقي بين الدول العظمى، صراع بلا دوي مدافع أو قصف طائرات، يحدث خلسة وخفية وعبر مكائد اقتصادية، ويفضي إلى كوارث مالية تعزز واقعًا جديدًا دون إطلاق رصاصة واحدة، من هنا تأتي أهمية هذا الكتاب الذي يطلعك على خفايا النظام المالي العالمي.
مؤلف كتاب حروب العملات.. افتعال الأزمة العالمية الجديدة
جايمس ريكاردز: محامٍ أمريكي، ومتحدث، ومعلق إعلامي، ومؤلف في الشؤون المالية والمعادن النفيسة، حصل على درجة الماجستير في الضرائب من كلية الحقوق بجامعة نيويورك، كما حصل أيضًا على الدكتوراه في القانون من كلية الحقوق بجامعة بنسلفانيا، عمل ريكاردز في وول ستريت لمدة 35 عامًا شغل فيها مناصب عدة منها: استشاري لأحد صناديق التحوط الكبرى، ومدير معلومات السوق في إحدى الشركات الاستشارية.
من مؤلفاته: موت المال: الانهيار الوشيك للنظام النقدي الدولي، والغلاف الجديد للذهب، والطريق إلى الخراب: الخطة السرية للنخب العالمية للأزمة المالية القادمة.