حدود مشتعلة
حدود مشتعلة
لم تكن الجبهات الخارجية أسلم حالًا، فقد ساءت علاقات الملك مع الكويت الصديقة بعد تولي الأمير سالم بن صباح مقاليد الحكم، بسبب إيوائه للعجمان المناوئين لآل سعود إلى جانب المشكلات الحدودية القائمة بينهما، وتفاقمت الأمور بين البلدين حتى إن قواتهما اشتبكت في الجهراء، إلا أن بريطانيا وقفت بجانب الكويت وهددت الملك عبد العزيز بالتدخل فانسحبت قواته، واستمرت التوترات بين البلدين حتى وفاة الأمير سالم وتولي الأمير أحمد الجابر الذي أنهى الخلافات بتوقيع اتفاقية الحدود سنة 1341هـ، ثم اتفاقيات حسن الجوار وتسليم المجرمين.
والحقيقة أن بريطانيا -أو بالأحرى طائراتها- لعبت دورًا آخر في الصراع الذي نشب بين الملك عبد العزيز ونظيره فيصل بن الحسين حاكم العراق، وكانت المشكلات بين البلدين حدوية أيضًا، واستمرت المناوشات بينهما حتى عُقدت اتفاقية بحرة سنة 1344هـ.
وكانت للجبهة اليمنية تحدياتها هي الأخرى رغم ما بدا عليها من مظاهر السلام، فحاكمها الإمام يحيى حميد الدين لم يرغب حقيقة في الاعتراف بتبعية نجران للملك عبد العزيز، وادَّعى أن المنطقة تقع تحت سيادته، كما قام بأعمال مستفزة تمثلت في تسلل قواته إلى جازان ومساندة المتمردين من السعوديين، وقد حاول الطرفان حل الأمور سلميًّا لكن فشل المفاوضات أدى إلى اندلاع الحرب السعودية اليمنية سنة 1352هـ التي كان للقوات السعودية الغلبة فيها.
لكن تدخل بعض المخلصين من العرب أمثال أمين الحسيني وشكيب أرسلان حال دون وقوع المزيد من العنف، فتصالحَ الطرفان على أن ينسحب الإمام يحيى من نجران ويسلم الأدارسة، وأُمرت جميع الميادين بوقف أعمال القتال في التاسع والعشرين من المحرم سنة 1353هــ، وتلت هذا الصلح معاهدةُ الطائف التي عُدت معاهدة صداقة بين البلدين انتهت بها كل المشكلات.
الفكرة من كتاب تاريخ المملكة العربية السعودية: الجزء الثاني
في السابع عشر من جمادى الأولى سنة 1351هـ سُميت المملكة رسميًّا بالمملكة العربية السعودية، ليرتبط اسمها إلى الأبد باسم مؤسسيها من آل سعود الذين ناصروا دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب، ولعل أهم ما ميز دولة السعوديين هو ارتباطهم الشديد بالعقيدة والتزامهم بتعاليم الدين الحنيف.
يتحدث الكتاب عن جزء مهم من تاريخ المملكة وهو نشأة الدولة السعودية الثالثة على يد مؤسسها عبد العزيز بن عبد الرحمن بن فيصل آل سعود، بداية بدخوله الرياض منتصرًا ثم سعيه إلى توحيد أقطارها من نجد إلى الحجاز إلى جازان، ولا يغفل الكتاب عن ذكر علاقة المملكة الجديدة بالقوى المحيطة بها.
مؤلف كتاب تاريخ المملكة العربية السعودية: الجزء الثاني
عبد الله الصالح العثيمين: مؤرخ سعودي وُلد عام 1355هـ الموافق 1936م في عنيزة بالمملكة العربية السعودية حيث تلقى تعليمه الأولي، وتخرج في قسم التاريخ بجامعة الملك سعود بالرياض، ثم حصل على الدكتوراه من جامعة أدنبرة سنة 1972م، وعمل في جامعة الملك سعود عضوًا في هيئة التدريس بقسم التاريخ، وأمضى شطرًا كبيرًا من حياته في السلك الأكاديمي حتى وافته المنية سنة 1437هـ الموافق 2016م وصلي عليه في مسجد الراجحي.
اهتم -رحمه الله- بالأدب والتاريخ وله فيهما عدة مؤلفات منها:
عودة الغائب.
نشأة إمارة آل رشيد.
دمشق وقصائد أخرى.
الشيخ محمد بن عبد الوهاب: حياته وفكره.