حجر في بناية
حجر في بناية
تبدأ قوة الأمة بقوة أفرادها، يقول الرسول (صلى الله عليه وسلم): “المؤمنُ القويُّ خيرٌ وأحبُّ إلى اللهِ مِنَ المؤمنِ الضَّعيفِ وفي كلٍّ خيرٌ. احْرِصْ على ما يَنفعُكَ، واسْتَعنْ باللهِ ولا تَعجزْ، وإنَّ أصابك شيءٌ فلا تقلْ: لو أنِّي فعلتُ كان كذا وكذا، ولكن قُلْ: قدَرُ اللهِ وما شاءَ فَعَل، فإنَّ “لَوْ” تَفتحُ عملَ الشَّيطانِ”. فهذا الحديث يشكِّل أساسًا لبناء قوة الفرد، فالمؤمن لا بدَّ أن يعلم أن فيه خيرًا أيًّا كان قدر قوَّته، فيجب أن ينظر إلى نفسه دومًا نظرة إيجابية طالما كان مؤمنًا بالله، وإذا ما علم أن المؤمن القوي أحب إلى الله بذل الجهد، وأخذ بالأسباب لزيادة قوته الإيمانية والبدنية والمادية، واجتهد في الحصول على قدر من العلم والمعرفة، فهما أهم عناصر القوة.
وأهم علم هو العلم بالقرآن الكريم، فمن صاحب القرآن الكريم فُتحت له آفاقًا جديدة، وكلما قرأت القرآن زدت إيمانًا وزادت قدراتك النفسية والمعنوية والأخلاقية، فاقرأ القرآن بحُب واسأل الله أن يفتح عليه، فإنما العلم مواهب وفتوح.
ومن رُزق العلم والمعرفة اكتشف معنًى جديدًا لحياته، وهو أنك مؤمن تنصر الحق وتدافع عنه بكل قوَّتك وجهدك طلبًا لرضوان الله، فإن نلت ما تتمنى فهذا فضل الله، وإن مت دون أن تحقق الهدف، يتلقاك الله بنيتك، وعلى هذه النية تؤجر. فأنت تحمل رسالة الله، وتقرأ الكتاب السماوي الوحيد الذي ما زال كما جاء من السماء، أما يكفيك هذا الشرف لتكون أكثر فخرًا وعزَّة؟
فالغاية الأولى لكل مؤمن هي عبادة الله ثم إعمار تلك الأرض لبناء حضارة إسلامية يتعلم فيها الآخرون عن الإسلام، فيهتدون ويخرجون من الظلمات إلى النور.
الفكرة من كتاب القرآن مصدر قوَّة الأمة
تتصارع الأمم لتكون هي القوَّة الأولى في العالم، فتوظف الأمَّة كل القوى لتحقيق ذلك المطلب، ولكن بين كُل القوى التي توظفها، هناك قوَّة مركزية حقيقية غائبة عن الأمم، ولا توجد إلا في الأمَّة الإسلامية، وهي القوة التي يبنيها القرآن الكريم على نحو مُميَّز في نفوس المؤمنين العاملين بالقرآن، فالقرآن مصدر القوَّة للأمة وهو الذي سيوحدها مرة أخرى، ويعيد إليها وظيفتها الحضارية ودورها العالمي، وفي هذا الكتاب تمهيد لهذه المرحلة عن طريق تصحيح المفاهيم وإعادة ضبط البوصلة.
مؤلف كتاب القرآن مصدر قوَّة الأمة
سليمان سالم صالح، مصري الجنسية، وُلد سنة 1959 في محافظة شمال سيناء، أستاذ الصحافة والإعلام الدولي بكلية الإعلام جامعة القاهرة، حصل على درجة الدكتوراه في الإعلام، وشغل منصب أستاذ الاتصال الجماهيري بجامعة قطر قسم الإعلام والمعلومات، ثم جامعة الشارقة كلية الاتصال، وحصل على جائزة أفضل بحث علمي عن التلفزيون التعليمي وآفاق المستقبل من جامعة قطر سنة 2006.
من مؤلفاته:
نظريات القيادة
وسائل الإعلام والرأي العام.
وسائل الإعلام وإدارة الصراع العالمي.
الأسس العلمية لإعداد قادة المستقبل.