حتى تكون سعيدًا
حتى تكون سعيدًا
لا أحد سعيدٌ في حياته سعادة مطلقة، فكلنا نعاني من الضغوط والأزمات، ووجودها في حياتك أمرٌ طبيعي ولا يمكنك إيقافها أو منعها، لكنك تستطيع تقبُّلها ومعالجتها بإيجابية من خلال تعلم أساليب تخفف من حدة التوتر والقلق لديك، كالاسترخاء وتنظيم وقتك وتخصيص وقت لممارسة هواية أو رياضة معينة، كذلك أن تتعلم المرونة في التعامل، فإذا كانت ظروفك أو البيئة المحيطة بك سلبية فغيِّرها إن أمكن، واحرص على مساعدة الآخرين، ففي العطاء سعادة، أحط نفسك بأصدقاء ومعارف ودودين لطيفين، وابتعد عن الأشخاص المتحجرين وهواة السخرية والنقد.
ومن المهارات الأساسية التي يجب أن تتقنها تقليلُ انفعالاتك المتوترة من خلال تنفيس مشاعرك السلبية بأحد الأساليب التالية: البكاء وإن كنت رجلًا، فالبكاء ليس ضعفًا، بل هبة إلهية لغسل الأوجاع والهموم، أو الصراخ بأعلى صوت في غرفة مغلقة خالية، كذلك أن تتخيل نفسك تعاتب الشخص الذي ضايقك وأنه يعتذر إليك، ثم تقبل اعتذاره وسامحه، وإذا ضايقك شخصٌ ما فلا تجعله يشغل تفكيرك، بل اكتب له خطابًا وسجل فيه جميع مشاعر الغضب والسخط والظلم بداخلك، ثم قطعه وارمه في سلة المهملات.
وأخيرًا إن من أفضل الأساليب للوصول إلى السعادة النفسية هو الصفح والتسامح، بالرغم من صعوبة الأمر واستحالته في بعض الأحيان، فراحة البال والسعادة لن يجتمعا مع مشاعر تناقضهما، ولن يُمحَى الألم والغضب إلا إذا سامحت الشخص الذي تسبب في أذيتك وظلمك، فتغافل عن زلات الآخرين والتمس لهم الأعذار، وتذكر أن تسامح نفسك أيضًا حتى تحول الحزن والغضب والاستياء إلى سعادة ورحمة ومودة.
الفكرة من كتاب ظلام في رأسي: لماذا نكتئب وكيف نجد الأمل؟
الاكتئاب مرضٌ خبيث واضطراب نفسي قاتل، يتسلل إلى النفس البشرية عند تعرضها باستمرار لمشاعر الغضب والإحباط دون أن ينفِّس الإنسان عن تلك المشاعر بطريقةٍ صحية، وتكمن خطورته في إهمال أعراضه وعدم علاجه، فيتفشى في عقل الشخص ويدمره، فيعوقه عن أداء واجباته أو التواصل مع الآخرين، ويهدم لديه إحساس الفرحة والراحة، ومن ثم يفقد رغبته في الحياة.
لذا يسعى هذا الكتاب إلى تعريفنا بطبيعة مرض الاكتئاب وأعراضه وأسبابه ونتائجه حتى نتمكن من علاجه وهزيمته، كذلك يشتمل على عدة طرائق وأساليب تساعدنا على التحكم في الأفكار السلبية والتعامل مع حالات القلق والتوتر، وكيفية تجاوز الأزمات والأوقات الصعبة، لتحقيق السعادة وراحة البال.
مؤلف كتاب ظلام في رأسي: لماذا نكتئب وكيف نجد الأمل؟
د. رانيا سامي: طبيبة نفسية وكاتبة روائية، حازت الدكتوراه في الطب النفسي، وهي عضوة اتحاد الأطباء النفسيين، صدرت لها رواية بعنوان “ما زلت أحبها سادة”.