حتمية الجمهور
حتمية الجمهور
ما أهم ما يمتلكه عملك في الوقت الحالي: علامتك التجارية؟ ملكيتك الفكرية؟ المنشآت المادية؟ المخزون؟ الموظفون؟ كل هذه الإجابات قد تكون صحيحة إلى حدٍّ ما، لكنَّ هناك أصلًا مهمًّا يغفل عنه أصحاب الشركات أحيانًا عند الإجابة على هذا التساؤل؛ إنه الجمهور، وستدرك أهمية هذا الأصل إذا كنت تعمل في مجال الإعلام أو الرياضة، حيث يكون شغلك الشاغل هو إجلاس الناس في مقاعدهم، وتقيس قوة تنافسك عن طريق قياس قوة جمهورك ونشاطهم، وحتى إذا لم تربطك أي علاقة مع هذين المجالين، ستدرك بالبديهة أن كل فرد من الجمهور له قيمة مالية، فهو يدفع أموالًا لشراء تذاكر الأحداث المباشرة، وبالتأكيد ستذهب نسبة من هذه الأموال إلى مؤدِّي هذه الأعمال، وحتى إذا كنت لا تنتمي إلى القطاع المُركِّز على الجمهور، فبالتأكيد أنت فرد من الجمهور نفسه، إذن يعد الجمهور هو الأساس التي تُبنى عليه الأعمال.
فمن قبل كانت الشركات تعتمد على وسائل الإعلام المطبوعة والمسموعة والمرئية للوصول إلى الجماهير، لكن حاليًّا تقوم الشركات ببناء جمهور عالمي عن طريق مواقع الإنترنت، وتطبيقات الأجهزة المحمولة، والبريد الإلكتروني، لكن أتظن برأيك أن بناء جمهور على هذه الطريقة بناء صحيح؟ هذه استراتيجيات عقيمة تبني جمهورًا عقيمًا، ينفِّذها أشخاص لديهم أهداف متعارضة، ورغبة قليلة في التعاون مع العملاء، فيحاول هنا الكاتب أن ينشئ نظامًا تسويقيًّا جديدًا، يركِّز فقط على تنمية جماهير خاصة؛ أي جماهير تستطيع شركتك وحدها الوصول إليها.
فالجماهير الخاصة أصول تجارية قيِّمة، قد لا تكون ملموسة، ولكن بتوجيه الرسالة المناسبة إلى الشخص المناسب في الوقت المناسب، قد تتحوَّل الجماهير الخاصة سريعًا إلى مشترين حقيقيين، ولذا ينبغي أن يكون الأشخاص الذين يتعاملون عن قرب مع الجمهور من ألمع موظفيك، وأكثرهم استحقاقًا لثقتك، واستخدم الكاتب لفظ الجماهير الخاصة وليس المملوكة لأنه ليس هناك جمهور مملوك، حيث يمكن لأي فرد من الجمهور التوقُّف عن التعامل مع الشركة وقتما يريد.
ولذا من المهم مواصلة جهود تنمية جمهور خاص، وفعل كل ما يسمح لك بإضافة مستهلكين جُدد باستمرار، حيث يمكن أن يتغير الاهتمام بمنتجك بسرعة؛ فهذا الاهتمام بالمنتج مدفوع بقوى مثل السن، والوظيفة، والصحة، والدخل، ولا تستطيع الشركات بالفعل التحكم في هذه التغيرات، لذا يجب أن تسعى دائمًا لتزويد جماهيرها الخاصة بأعضاء جُدُد.
الفكرة من كتاب الجمهور… التسويق في عالم رقمي
في الوقت الحالي كل فردٍ منا قادرٌ على الإعجاب والمتابعة والاشتراك في العلامات التجارية التي
يفضلها، في الوقت الذي يريده، وعادةً ما يتم ذلك عندما يعود علينا هذا الأمر بالمنفعة المادية أو السعادة، أو نحصل على معلومات مناسبة، فنقرِّر الجمهور الذي نرغب في الانضمام إليه أو تركه أو تجاهله تمامًا.
لكن للأسف بعض الشركات لا تُقدِّر هذه العلاقة التفاعلية، وتظن كل الظن أن الدعاية المدفوعة هي المسيطرة على كل الجمهور، وربما كان الوضع هكذا في فترة ما، ولكنه لم يعد كذلك الآن، حيث أصبحت تنمية الجماهير الخاصة الآن مسؤولية تسويقية رئيسة، إذا تجاهلتها ستتخلَّف عن منافسيك، فيتناول الكاتب في هذا الكتاب تعريف الجماهير الخاصة، وما تقدمه للشركات، ومن ثم يتعمق في أفضل قنوات التواصل مع الجمهور لتنمية الجماهير على النحو الأمثل، ومن ثم ينتهي الكتاب بأفكار عما يمكن أن يفعله المسوِّقون لتنمية جماهيرهم الخاصة.
مؤلف كتاب الجمهور… التسويق في عالم رقمي
جيفري كيه رورز : عَمِلَ خبيرًا في تقديم الاستشارات في مجال التسويق، ويمتلك سلسلة أبحاثٍ متميزة حول جمهور الإنترنت، ناقشت علاقات المستهلكين مع العلامات التجارية عبر البريد الإلكتروني والأجهزة المحمولة ومواقع التواصل الاجتماعي، وله الكتاب الذي بين أيدينا.
معلومات عن المترجم:
أحمد شكَل: تخرَّج في قسم اللغة الإنجليزية بكلية الآداب عام ٢٠٠٨م، عمِل بعد تخرُّجه في مجال الترجمة، حيث ترجم أكثر من ٦٠ كتابًا إلى اللغة العربية، ومن أبرز هذه الكتب:
حِمية البطن الرشيق.
إدارة الوقت في لحظة.
كيف تقرأ شخصًا مثل الكتاب.
السيرة الذاتية لستيف جوبز.