حب العلم شرط لتحصيله

يقرِّر ابن تيمية أن أصل كل حركة في العالم إنما يبعثها الحب؛ ذلك أن حب الشيء يحرِّك النفس ضرورةً إلى العلم به، ولا شيء يحفز إلى طلب العلم بعد ابتغاء الأجر من الله تعالى، مثل ترويض النفس على حبه والرغبة فيه، وفي هذا المعنى يقرِّر تلميذه ابن القيم أن المرء لا يكون عالمًا حتى تقوم فيه شهوة العلم، وتكون –زيادة على ذلك- غالبة على شهواته الأخرى، فإن لم تغلب لذة إدراكه للعلم وشهوته على لذة جسمه وشهوة نفسه، لم ينَل درجة العلم أبدًا، وما أجمل وصية الإمام أبي حنيفة التي لخَّصت ما ينبغي أن يكون عليه طالب العلم، حين أوصى تلميذه (أبا يوسف) ألا يكثر من معاشرة الناس حتى يعاشروه وأن يقابل معاشرتهم بذكر المسائل، فمن كان من أهله اشتغل بالعلم، ومن لم يكن من أهله اجتنبه فلا يحوم حوله، فينبغي لطالب العلم ألا يخالط إلا من يفيده أو يستفيد منه، وهذا هو الإمام الشافعي يوصي المزني قائلًا: “من لا يحب العلم فلا خير له ولا يكن بينك وبينه معرفة ولا صداقة”.

 الحل: 📚📚📚 مكتبة ضخمة جدا 

من الكتب المبسطة والمضغوطة على هاتفك مع تطبيق أخضر

تطبيق أخضر يوفر لك آلاف ملخصات الكتب العربية والعالمية بطريقة مقروءة ومسموعة في أكثر من ١٦ قسم في كافة مجالات الحياة 

حمله الآن 😎

جوجل بلاي -- أبل ستور

وكما أن حب العلم شرط لتحصيله، فكذلك حب متعلقاته ووسائله، ومنها كتبه، والتهالك على اقتنائها، حتى تكون نفقته عليها أحب إليه من المال المكوَّم، فعلى طالب العلم أن يحبب إلى نفسه العلم حتى يلزمه ويألفه، ويكون هو لهوه ولذته وسلوته وبُلغته، فيجعل طلبه للعلم تفاعلًا بينه وبين أهله، وأن ينوِّع في وسائل تحصيله، قراءة، وسماعًا، وحفظًا، وكتابةً، وشرحًا، وتلخيصًا، وبحثًا، واستشكالًا، ونقدًا، فإن هذا كله مما يذكي نار حبه للعلم، وليجعل طالب العلم حياته حافلة بالمنجزات الواصلة بينه وبين العلم، فبذلك يدوم العلم.

إن سعة الاطلاع وامتلاك المصادر، والاستكثار من المعلومات مطلب لبلوغ مدارج العلماء، إلا أنه وحده لا يكفي طالب العلم للرسوخ في العلم والارتياض به، بل هو مرهون قبل ذلك بسداد بصيرة الطالب، وامتلاك المواهب والاتكاء عليها لتحقيق العلم وحسن التصرف فيه، فكيف يرتاض الطالب العلوم؟ من هنا جاء هذا الكتاب المبدع، وقد صنَّفه الكاتب بطرق غير مألوفة في سائر المؤلفات، ناقلًا كلام الأئمة الكبار، بعيدًا عن الإغراق في رسوم الخطط ومباني البرامج ليمهِّد الطريق أمام طلاب العلم، فبالارتياض يسهل منه ما استصعب ويقرب منه ما بعد، فإن للرياضة جراءة وللدُّربة تأثيرًا.

مشاري بن سعد الشثري: ولد في الرياض عام 1989، وهو كاتب وباحث في مركز البحوث والدراسات التابع لمجلة البيان، له عدة مقالات منشورة وغير منشورة، وله عدة مؤلفات منها: “عبقرية الإمام الشافعي المدد والمداد”، و”غمرات الأصول المهام والعلائق في علم أصول الفقه”، و”الموازنة بين المختصرات الأصولية”، و”صناعة التفكير الفقهي”.