حب الذات
حب الذات
حب الذات هو شيء فطري يوجد مع الإنسان حتى يلفظ أنفاسه الأخيرة، والأكيد بأن الإنسان محب لذاته وأما اعتقاداته ومفاهيمه نحو الأشياء فهي تختلف من شخص لآخر، وكل السلوكيات التي يتخذها الإنسان هي لصالح ذاته في النهاية حتى لو بشكل عكسي، وقد تتبادر إلى ذهنك بعض التناقضات وتقول بأن هناك من ينتحر، ألا يعني ذلك بأنه لا يحب ذاته؟ وكيف لفرد يحب نفسه أن يتخذ مثل هذه السلوكيات؟ وهنا سنتحدث قليلاً عن “الانتحار” فالمنتحر يفعل ذلك لأنه يحب ذاته أيضًا، ولكن بطريقة مختلفة غير سوية، وهناك بعض الأسباب لذلك منها رغبته في “قتل الألم”، فالألم قاتل للنفس، وقد يكون جسديًّا أو نفسيًّا، فإذا أصبح الألم لا يطاق وشعر صاحبه بأنه يموت داخليًّا، سيحاول التخلص من ذلك الألم عن طريق قتل نفسه وإنهاء حياته، فهو بذلك ينقذ نفسه من الموت البطيء المؤلم ويهرب منه عن طريق الموت نفسه، وهذا هو حب الذات بشكل عكسي غير سوي.
وحب ذواتنا الفطري هو أحد القوى الداخلية التي تدفعنا لاتخاذ سلوكياتنا الإيجابية أو السلبية، وهو ما يدفعنا للوصول إلى الرضا والشعور بالسعادة والمتعة واللذة، وكما يقودنا إلى الأمور الخيرة فقد يقودنا إلى العكس تمامًا، كما أن الفرد قد يضر نفسه ويضر غيره لأنه يحب ذاته، وحب الذات يختلف عن مركزية الذات التي يمكن تعريفها على أنها تلك الحالة المعرفية التي تقود الفرد إلى عدم القدرة على فهم أن آراء الآخرين ووجهات نظرهم تختلف عن آرائه ووجهات نظره، فهو ميل لفهم وتفسير كل شيء حسب ما يراه الشخص مع عدم القدرة على رؤية الأشياء من منظور آخر، وتظهر مركزية الذات على الكبار والصغار، فتجدها في الكبار متمثلة في مبالغتنا لمدى انتباه الآخرين وملاحظتهم عندما نفعل شيئًا محرجًا أو مخجلًا، فنشعر كأن الجميع تركوا كل شيء وأصبحوا مهتمين بما فعلناه من فعل مجرح، وذلك بسبب سيطرة مركزية الذات المعرفية على اعتقاداتنا بأن الآخرين يهتمون بنا وبأفعالنا كما نهتم نحن بأنفسنا، ولأن الكائنات الحية جميعًا تولد في عالم متعدد الجوانب بنزعة نحو البقاء والعيش قدر المستطاع، ومن ثم يُكوِّن الفرد مفهومًا قيّمًا تجاه ذاته، ينتج من هذا المفهوم حبًّا إجباريًّا لذاته لا يمكنه التخلص منه.
الفكرة من كتاب تساؤلات نفسية
من منا لا يتساءل؟ لا أحد، إذ يدور بذهن الجميع العديد من الأسئلة، فقد خُلق الإنسان ووقوده الدافع لوجوده في الحياة هو التساؤلات، ولأننا نعيش في عالمٍ متعدد الجوانب نراه من منظورنا الخاص، تجدنا نبحث فيه عن إجابة للعديد من الأسئلة التي قد تتنوع بين: لماذا لا نشعر بالرضا؟ ولماذا لسنا قنوعين؟ لماذا لا نعيش حياتنا كما هي؟ ولماذا نفعل ما نفعل بشكل عام؟ ولأننا جميعًا نبحث عن إجابات لمثل هذه التساؤلات النفسية، جاء إلينا هذا الكتاب، ليوضح لنا تفسير السلوك البشري والدوافع التي تسيطر عليه، والحاجات التي يرغب في إشباعها، وسيصطحبنا الكاتب في رحلةٍ لتعرُّف ذواتنا، وكيفية حبها، والشعور بالرضا والسعادة تجاهها.
مؤلف كتاب تساؤلات نفسية
عبدالله إبراهيم المانع: كاتب سعودي حاصل على بكالوريوس علم النفس الإكلينيكي من كلية التربية عام 2013، ويعد هذا الكتاب هو الكتاب الوحيد المطبوع من أعماله حاليًّا.