حال الفقراء حول العالم
حال الفقراء حول العالم
إن الفقر يعني الافتقار إلى موارد إنسانية أساسية كالطعام والرعاية الصحية والمأوى والتعليم، وتوجد ملايين العائلات حول العالم يعيش أفرادها تحت خط الفقر، ويعانون الجوع وانعدام فرص العمل والاستبعاد من المجتمع، ويسكنون في منازل مشيدة من الطين أو سعف النخيل، وليس لديهم مصدر مياه صالحة للشرب، ويموت أطفالهم سنويًّا نتيجة الجوع وأمراض سهلة العلاج كالإسهال والحصبة.
وفي المجتمعات الفقيرة يُمنع الناس من التمتع بحقوقهم، ويزداد التمييز العنصري، إذ تحرم الفتيات وأصحاب التشوهات الحقَّ في التعليم والعيش في مستوى صحي جيد، وتعجز الفتيات المشوهات عن إجراء عمليات التجميل التي تتكلف آلاف الدولارات، مما يزيد احتمالية أن يعشن في فقر مدقع من دون زواج. كذلك لا تتوافر في أماكن العمل آلات لتنفيذ المهام المطلوبة بسرعة وأمان، أو سبل الراحة كالتكييف الهوائي، وبسبب قلة الاستثمارات في تلك البلدان، تقل فرص العمل المتاحة وترتفع نسبة البطالة.
ويزداد في البلدان الفقيرة النمو السكاني، مما يقوض فرص العمل وتوفير الغذاء للجميع، فأينما يموت الأطفال بكثرة بسبب الجوع وانتشار الأمراض، يميل الآباء نحو إنجاب أطفال أكثر؛ رغبًة في أن ينجو بعضهم ليعتنوا بهم في شيخوختهم، أما في حالة البلدان الثرية حيث الرعاية الصحية والتعليم الجيد تكون معدلات المواليد منخفضة.
ويشعر كثيرون في المجتمعات الثرية أنهم فقراء لمجرد عدم قدرتهم على شراء ما يشاهدونه على الإنترنت، ويغفلون عن أن لديهم بالفعل هواتف وكهرباء، وقد يملكون سيارات، ومصدر دخل ثابتًا ورعاية طبية، وعلى أية حال، إن الفقر ليس ذنب الفقراء ولا من صنعهم وحدهم، ولكنه ينتج أحيانًا عن استهتار الأغنياء وتخليهم عن مسؤوليتهم تجاه المجتمع بطبقاته كافة، فالفقر لا يقف عند حدود نقص الممتلكات المادية، وإنما شح الفرص الضرورية المتاحة لضمان حياة كريمة.
الفكرة من كتاب الحياة التي يمكنك إنقاذها: كيف تقوم بدورك في القضاء على الفقر العالمي
حول العالم يعيش مليارات البشر تحت خط الفقر، ويكافحون من أجل تلبية الاحتياجات الأساسية كالصحة والتعليم والمأكل والمشرب وخلافه، وعلى الرغم من آلاف الجهود المحلية والدولية لإنقاذهم، فإنهم ما زالوا معرضين لخطر العيش في فقر مدقع حيث الجهل والبطالة والتفكك الأسري، والعصر الحالي مشكوك في جدارته الأخلاقية، إذ سيطر المال على كل شيء
ووُجه ناحية الاستعراض والفنون دون الاهتمام بحياة ملايين الفقراء، ويتناول الكتاب طرائق مواجهة الفقر وتحقيق تنمية مستدامة، ويوضح الجهود الممكن بذلها لتخفيف عبْء الديون التي تثقل كاهل الدول الفقيرة والنامية، ويشجع البشر على أن يكونوا كائنات آدمية أكثر خيرية، ويشاركوا في صنع عالم أفضل.
مؤلف كتاب الحياة التي يمكنك إنقاذها: كيف تقوم بدورك في القضاء على الفقر العالمي
بيتر سينجر: ولد في أستراليا عام 1946م، ودرس في جامعتي ملبورن وأكسفورد، وعمل أستاذًا للأخلاق البيولوجية في جامعة برنستون، وله عديد من المؤلفات من أشهرها:
Animal Liberation
Practical Ethics
Pushing time away
معلومات عن المترجم:
د. سعيد توفيق: ولد في القاهرة عام 1957م، وعمل أستاذًا لعلم الجمال والفلسفة المعاصرة بكلية الآداب جامعة القاهرة، والأمين العام للمجلس الأعلى للثقافة، ورئيس تحرير سلسلة الفلسفة الصادرة عن الهيئة العامة لقصور الثقافة، وترجم عديدًا من الكتب، منها:
السعادة: موجز تاريخي.
شوبنهاور: مقدمة موجزة.
تجلي الجميل.