حالات الذات

هذه الأجزاء الثلاثة تمثل تسجيلات صوتية ومرئية تم تسجيلها في النسيج العصبي للإنسان منذ الولادة، وهي تحوي كل ما خبره الفرد وعاصره وعايشه في طفولته الأولى وبصفة رئيسة في السنوات الخمس الأولى من حياته كما أشار المؤلف، وتحوي ما تأثر به من الشخصيات الوالدية، وانطباعاته ومشاعره وخبراته الفردية في الحياة.

 الحل: 📚📚📚 مكتبة ضخمة جدا 

من الكتب المبسطة والمضغوطة على هاتفك مع تطبيق أخضر

تطبيق أخضر يوفر لك آلاف ملخصات الكتب العربية والعالمية بطريقة مقروءة ومسموعة في أكثر من ١٦ قسم في كافة مجالات الحياة 

حمله الآن 😎

جوجل بلاي -- أبل ستور

وذات الوالدية نوعان: ذات والدية راعية، وهي التي تنمي فينا حس التعاطف والمحبة والإقبال على مساعدة الآخرين، وذات والدية ناقدة، وهي التي تنمي فينا حس النقد والإملاء والعقاب، وهذه الأمور نكتسبها من الأبوين في الطفولة، أما ذات الطفل فلها ثلاثة أشكال: الطفل الحر أو الطبيعي، وهو ذلك الجزء الحر أو الطليق غير المراقب من ذات الطفولة الذي يحب الاستطلاع، يسعى دائمًا ويطلب ويفعل ما يريد دون النظر إلى العواقب، وهناك الطفل الخاضع أو المتكيف، وهو الذي يستجيب للتعليمات والقواعد، وأحيانًا يطيع طاعة عمياء إرضاءً للأهل أو تجنبًا للنقد، والطفل المتمرد، وهو الثائر الرافض للضبط والنظام المتمرد على تعليمات الوالدين ويقاوم سلطتهما أو ما يمثل السلطة.

أما ذات البالغ فهي لا ترتبط بالمعنى المتعارف عليه من بلوغ سن معينة بقدر ما ترتبط بالقدرة على التفكير الرشيد الموضوعي المبني على إدراك الحقائق والربط بين العلاقات وتقدير الاحتمالات قبل اتخاذ أي قرار، وهذه الظاهرة (القدرة على التفكير الواضح) المميزة لذات البالغ تنمو مع الإنسان في مراحل الطفل الأولى، قبل نهاية العام الأول، وتستمر معه طوال حياته ما لم يحدث شيء يعطلها.

إنَّ كلمة (اتصال) تعني عملية تبادل وشراكة، فإذا بُحتُ لك بسرٍّ مثلًا أصبحتَ شريكًا لي، وأمسى سرِّي ملكًا لكلينا، فكيف إذا شاركتك خواطري وأفكاري؟

إن هناك ما هو أعمق يمكن أن أطلعك عليه وتشاركني فيه، يمكن أن أقول لك بصدق من أنا، لكنني عندما أحاول أشعر أنَّ هناك ما يمنعني ويحجزني عن فعل ذلك. ولم أدرِ ما هو حتى بصَّرني الأب جان باول بـ”لماذا أخشى أن أقول لك من أنا؟” في هذا الكتاب.

كان جان باول يريد أن يوضح لنا معنى الاتصال الحقيقي بالآخر، لذا كان بكل ما أوتي من بصيرة وحكمة يغوص في النفس البشرية، ليقرِّبنا من أنفسنا، ولأن الاتصال الحقيقي بالآخر يبدأ في الأصل من الاتصال الحقيقي بالنفس والذات، يقدم لنا المؤلف كتابه هذا ليساعد قارئه على تطوير نظرته إلى ذاته، وعلى تعميق علاقته بالآخرين، واضعًا قدمه على طريق النمو والنضج والكمال.

جان باول اليسوعي: اسمه الحقيقي يوهان باول فريدريش ريشتر، وهو كاتب ألماني، ولد عام 1763 في فونزيدل، كان ابنًا لأحد المدرسين وعاش في ظروف شديدة الفقر، وتوفي والده مبكرًا، وكان من المفترض أن يدرس جان باول علم اللاهوت في لايبزغ، إلا أنه اتجه إلى الكتابة والتأليف، وبعد فترة إعداد طويلة ورفض دور النشر لأعماله، كتب جان باول أعمالًا جعلته مشهورًا لسنوات قليلة، وأهمها: “سر البقاء في الحب” و”السعادة تنبع من الداخل”، و”حب بلا شروط”.

وعندما كتب أحب أعماله إلى قلبه “تيتان.. سنوات المراهقة” لم يجد نجاحًا يُذكر، فاعتزل الحياة وعاش على هامشها إلى أن تُوفِّي في الثانية والستين من عمره في عام 1825 في بايرويت.