حارس النبي وصديقه.. والمؤذن الأول
حارس النبي وصديقه.. والمؤذن الأول
عُرف بلال بملازمته للنبي وأبي بكر الصديق بكل خطوة سواء في المدينة أو مكة أو الغزوات والأسفار، كما كان له سبق الأذان الأول في مسجد المدينة لسبقه بالإسلام ولحسن صوته، فأصبح بعد ذلك مؤذن الإسلام الأول، وكان النبي (صلى الله عليه وسلم) يصطفي بلالًا حتى في أحاديثه، فكان يقول له: “يا بلال أفضل عمل المؤمن الجهاد في سبيل الله”، وكان مرةً سمع دف نعلي بلال بين يديه في الجنة، فبشر بلالًا بذلك وسأله عن أرجى عمل عمله، ليقول بلالٌ إنه ما عمل عملًا في الإسلام أرجى منفعةً من أنه لا يتطهَّر طهورًا تامًّا في ساعة من ليل أو نهار إلا صلَّى بذلك الطَّهور ما كتب الله له أن يصلِّي.
وبرغم أن بلالًا لازم النبي في كل مكانٍ حتى أصبح له كالحارس، إلا أن النبي (عليه السلام) لم يتخذه حارسًا يحميه وإنما استصحبه لأمانته وحبه له، فلما فُتحت مكة كرَّمه النبي بأن جعله أحد الثلاثة الذين كانوا في صُحبته لما دخل الكعبة مع عثمان بن طلحة -صاحب مفاتيح الكعبة- وأسامة بن زيد، وأمره بإقامة الأذان على ظهر الكعبة، كما تولَّى منصب خازن بيت النبي وأمينه.
ولما تُوفي الرسول الكريم (صلى الله عليه وسلم) أقام بلال الأذان بعد وفاته أيامًا -على أرجح الأقوال- لكنه رفض بعد ذلك أن يؤذِّن، لأنه كان إذا وصل إلى “أشهد أن محمدًا رسول الله” ظل يبكي ويبكي معه السامعون، ويُقال إنه استأذن الخليفة الصدِّيق (رضي الله عنه) في ترك الأذان والخروج إلى الشام مع المجاهدين، وقد وافق الخليفة بعد إلحاح، ولعلَّ ذلك ما جعل الأخبار عن بلالٍ تخفى، وقد استقر بدمشقٍ حتى تُوفي.
الفكرة من كتاب داعي السماء.. بلال بن رباح “مؤذن الرسول”
لكلِّ صحابيٍّ جليلٍ قصته في إسلامه التي جعلته رمزًا للمسلمين، لكن بلال (رضي الله عنه) كان أمره مختلفًا، ولعلَّ ما قد قوي به بعض الصحابة هو قبيلتهم التي لم تكن ترضى استباحة دمهم ولو تركوا الوثنية واتجهوا إلى الإسلام، لكن بلالًا لم يكن له أحد، بلى ولكن كان معه الواحد الأحد.
أراد العقاد أن يختلف هذا الكتاب عن سلسلة العبقريات، فخصَّصه لدراسة متعمِّقة في العنصرية وتاريخها وبشكل خاص الجنس الأسود “الزنجي”، وذلك قبل أن يبدأ في تاريخ هذا الصحابيِّ الجليل الذي صاحَبَ النبيَّ في كل خطوةٍ، وكانت آخر كلماته “غدًا نلقى الأحبة”.
مؤلف كتاب داعي السماء.. بلال بن رباح “مؤذن الرسول”
عباس محمود العقاد: هو أديب ومفكر وشاعر مصري، وعضو سابق في مجلس النواب بمصر، يُعتبر أحد أبرز كُتَّاب القرن العشرين في مصر، وأحد الموسوعيين الذين قرأوا في مختلف العلوم الإنسانية، كما أثرى المكتبة العربية بأكثر من مائة كتاب في مجالات متنوِّعة، ومن أهم مؤلفاته:
سلسلة العبقريات.
هتلر في الميزان.
التفكير فريضة إسلامية.