حاجة الشباب إلى الفنون
حاجة الشباب إلى الفنون
يرتبط الفن باتجاهات الناس وأخلاقهم ونظرتهم إلى الحياة، ويتغير الفن بتغير هذه الأمور، فالمجتمع هو الأساس والفن هو النتيجة، والفنان الواعي يلاحظ التغيير في المجتمع، ويُطَوِّع الفن بناء على هذه التغيرات ويعبر عنها بأشكال فنية مختلفة فيجعل الشعب واعيًا بهذه التغيرات ويحفزهم على الاستجابة لها، وعلى الفنان أن يتذكر أن هدف الفن هو الأخلاق، وألا ينشئ أي عمل فني إلا إذا كان الهدف منه أخلاقيًّا.
اهتمام الشباب بالفنون وأشكالها المختلفة يُعَدُّ “اهتمامًا راقيًا، ويساعد على التفكير في القيم الاجتماعية وتقييمها، والنظر إلى حياة أفضل، ويفتح المجال للدراسات الفنية، ويساعده على التفكير في الاقتصاد والمجتمع، ولذلك من الواجب تشجيع الشباب على الاهتمام بالفنون وممارستها لتُضيف إليه التذوق الفني والخيال الخصب، والمعاني الفنية ورؤية الجمال للنهوض بواقع الحياة، وعلى الشباب أن يضعوا في اعتبارهم أن ذلك يتطلب التدريب والمثابرة والتواضع، وأنه على الرغم من أننا لا نستطيع أن نكون جميعًا فنانين، فإنه يمكننا تذوق الفن واستخدامه في الرقي بأنفسنا وحياتنا.
يتخصص بعض الشباب في فرع من فروع العلوم ويتفوقون فيه ويكسبون منه الكثير من المال، ولكن تخصصهم في هذا العلم وانشغالهم به يعوقهم عن اكتساب الثقافة العامة والاهتمام بالفنون، مما يؤدي إلى نقص استمتاعهم بالحياة لأنهم يفتقدون التذوق الفني، ويؤثر ذلك في تفكيرهم لأن الفن ينتقل بالتفكير من الخاص إلى العام ويؤدي إلى الاستيعاب والفهم، كما أن الإحساس الفني يسمو بالأخلاق ويؤدي إلى الالتزام بالقيم في السلوكيات الاجتماعية، ويؤدي إلى البحث عن الجمال في كل أمور الحياة.
الفكرة من كتاب أحاديث إلى الشباب
يقدم الكاتب خبراته العلمية والحياتية إلى الشباب في الأمور الحياتية التي تهمهم والتي ترفع من مستواهم الفكري وترتقي بهم، ويناقش القضايا المختلفة بناء على اتجاهاته الفكرية التي تأثرت بالثقافة الغربية وتأييده للاشتراكية، ومن تلك القضايا: الثقافة وتعلم اللغات والفنون والزواج وعمل المرأة.
مؤلف كتاب أحاديث إلى الشباب
سلامة موسى، مفكر وكاتب مصري، ولد سنة ١٨٨٧م لأبوين مسيحيين في مدينة الزقازيق، عاش فترة من حياته في فرنسا وقرأ أعمال المفكرين الأوربيين، ثم عاش في إنجلترا ودرس القانون والتحق بجمعية العقليين والجمعية الفابية الاشتراكية، ويعد رائد الاشتراكية في مصر، وهو مؤلف أول كتاب عن الاشتراكية في الوطن العربي، أصدر مجلة “المستقبل” و”المجلة الجديدة”، وتولى رئاسة مجلة الهلال لمدة ست سنوات، وشارك في تأسيس الحزب الاشتراكي المصري، وأسس “المجمع المصري للثقافة العلمية” وبعد إغلاقه أسس “جمعية المصري للمصري”، وتوفي سنة ١٩٥٨م عن عمر يناهز ٧١ عامًا.
له الكثير من المؤلفات، منها: “أشهر الخطب ومشاهير الخطباء”، “الأدب للشعب”، “الاشتراكية”.