جيل وراء جيل
جيل وراء جيل
إن أبرز ما يميز عائلة كوري هو وجود ثلاثة أجيالٍ متواصلة برَعَت في علوم الكيمياء على نحو لافت للأنظار، كما لو كان الأمر بمثابة تسليم الشُّعلة من جيل لجيل؛ إذ اتخذت ماري كوري ابنتها الكبرى إيرين مساعدةً لها في بدايات حياتها في معملها، وبدورها استفادت إيرين كثيرًا من تجارب والديها، واستكملت أبحاثَهما، بل كان لها دور كبير خلال الحرب العالمية الأُولى مع أمها في إدخال الكشف بالأشعة السِّينية عن جروح الجنود الفَرنسيين والبلجيكيين في الجبهة، وتحديد مواضع تلك الجروح والإصابات لسرعة علاجها.
وتزوجت إيرين أحد المساعدين في معمل والدتها وهو فريدريك هنري جوليو، وقد استكملت أبحاثها برفقته، واستطاعا معًا تحضير أول عنصر مشعٍّ صناعيًّا، حتى وُصف بأنه واحد من أعظم اكتشافات القرن آنذاك، وقد كوفِئَا عليه بحصولهما على ثالث جائزة نوبل حصلت عليها عائلة كوري في الكيمياء من ضمن خمس جوائز نوبل حصلت عليها العائلة.
وقد تكللت جهود إيرين وفريدريك في تسليم الشُّعلة لجيل ثالث من عائلة كوري، ابنتها هيلين كوري، والتي تزوجت بـ مايكل لانجفين حفيد العالم بول لانجفين، والتي ساعدت في سنة 1954 على تطوير “مطياف الوميض”، وبنهاية الخمسينيات من القرن العشرين أصبحت لها مكانتها كرائدة علمية في فَرنسا بدراستها في استقطاب الإلكترونات المنبعثة من التحلُّل الإشعاعي، وتُعَدُّ هيلين كوري واحدةً من أهم العلماء في فَرنسا في مجال الفيزياء النووية.
الفكرة من كتاب هوس العبقرية.. العالم الداخلي لماري كوري
سيدة لا ينساها التاريخ خصوصًا في مجالي الفيزياء والكيمياء، فقصة كفاحها ألهمت جميع النساء على مر العصور، إنها ماري كوري..
يعرض هذا الكتاب العالم الداخلي والحياة السرية لماري كوري عن قرب كما كتبت في مذكراتها، وشهادات عائلتها، تتبع المؤلفة فيه سيرة حياتها منذ النشأة والطفولة مرورًا بأبرز محطات حياتها وتكوينها العلمي ونشاطها، حتى الأيام الأخيرة في حياتها، تعرض فيه أهم الأحداث الفارقة والصعوبات التي تفوَّقت عليها، حتى أصبحت أول سيدة تحصل على منصب أستاذ في جامعة السوربون، وأول امرأة تفوز بجائزة نوبل ليس مرة، بل اثنتين، الأولى بالاشتراك مع زوجها وهنري بيركل، والثانية منفردة، حتى وصلت إلى خمس جوائز نوبل هي وزوجها وابنتها، وتم عرض قصتها ورحلتها في فيلم سينمائي.
مؤلف كتاب هوس العبقرية.. العالم الداخلي لماري كوري
باربارا جولدسميث Barbara Goldsmith: مؤلفة وصحفية أمريكية، حصلت الدكتوراه، وجائزة أفضل كاتب للعام من بوسطن جلوب، وجائزة إيمي مرتين، وهي تكتب في عدة صحف مشهورة مثل: “نيويورك تايمز”، وتندرج كتبها تحت قائمة الأكثر مبيعًا مثل رواية “رجل القش”، و”القوى الأخرى: عصر التضرع والروحانية”، و”أخيرًا سعداء”، و”هوس العبقرية” الذي يعد من أشهر كتبها، وتوفيت عام ٢٠١٦.