جولة في لندن
جولة في لندن
بعد انتهاء سنوات الدراسة الأربع في بيروت عاد إلى الكويت منطلقًا منها في رحلة ابتعاث أخرى للدراسات العليا ومن ثمَّ الدكتوراه، ونتيجة تأخر المراسلات مع الجامعات في بريطانيا فلم يصل إليه القبول في كمبردج إلا بعد خمسة أشهر من بَدء الدراسة، وما كان يشغل ذهنه وقتها أن الكويت بحاجة إلى متخصصين في الشؤون السياسية خصوصًا ما يتعلق بالسعودية والعراق وإيران نظرًا إلى وقوع الكويت داخل هذا المثلث، ولأن وجود مثل هؤلاء المتخصصين من شأنه أن يُثري العلاقات الخارجية الإقليمية للكويت.
بعد اقتراح المسؤولين في جامعة الكويت للدكتور عبد الله بالذهاب إلى لندن والانضمام إلى دورات في العلاقات الدولية والقانون الدولي في جامعة لندن حتى يحين الوقت بالانتقال إلى كمبردج توجَّه بالفعل إلى هناك على الرغم من أن هذه المجالات ليست مما يرغب في أن يتخصَّص بها، ومع ذلك لم يكن ذلك الاقتراح سيئًا، فقد حظي في دورة منها بأن يلتقي المستشار السياسي الألماني السابق جورج شوارزنبرجر المحاضر في مادة العلاقات الدولية بجامعة لندن.
في تلك الفترة، أي في الستينيات كان للندن مذاقها الخاص المختلف عن اليوم، فالمرور بها منتظم والشوارع خالية من العاطلين والسكارى والنشالين ونحوهم، إضافة إلى الحدائق الغنَّاء ذات الصيانة العالية خصوصًا هايد بارك التي كانت تتميَّز بوجود زاوية فيها تُسمى زاوية الخطباء، حيث يمكن لأي شخص أن يقف هناك ويتحدَّث في أي موضوع يشاء ويمكن لمن حوله أن يتفاعل معه في جو يسوده الهدوء والنظام، وقد كانت المكتبات أيضًا مميزة حيث يتمتع العمال فيها بقدر من الخبرة والدراية بمحتويات المكتبة والمقدرة على إفادة الزوار فيما شاؤوا من موضوعات الكتب.
الفكرة من كتاب من أيام العمر الماضي
يبدو أننا لا نعرف كثيرًا عن العالم الذي نعيش فيه، فلكلٍّ تفسيره الخاص الناتج من تجارب ومعايشة لأوضاع من الصعب أن نحكم عليها عبر صفحات الأوقات، لكننا نكوِّن وجهة نظرنا الخاصة أيضًا من خلال الاطلاع عليها، ومن تلك التجارب تجربة للدكتور عبد الله النفيسي، إذ يرينا عالمه الخاص ويطلعنا على العالم من حوله أيضًا، فمن مدرسة فيكتوريا بمصر إلى مانشستر في بريطانيا ثم الجامعة الأمريكية في بيروت ثم العراق والشيعة والعودة إلى لندن ثم الكويت والسلطة مرورًا بالدمام وانتهاءً بالعين في الإمارات للعودة منها إلى الوطن.
مؤلف كتاب من أيام العمر الماضي
عبد الله بن فهد النفيسي: سياسي وأكاديمي انتُخِب عضوًا لمجلس الأمة، عمل أستاذًا للعلوم السياسية في جامعة الكويت وجامعة الإمارات في مدينة العين، وهو يحمل شهادة الدكتوراه في العلوم السياسية من كلية تشرشل بجامعة كامبردج في بريطانيا بعد أن حصل على الإجازة من الجامعة الأمريكية في بيروت.
من مؤلفاته: في السياسة الشرعية، وعلى صهوة الكلمة، والعالم بعد غزوة منهاتن، والمستقبل الغربي.