جولة خارج مصر
جولة خارج مصر
كانت محاولات الريحاني لتقديم عروض في الشام فاشلة إلى أبعد حد لأن أحد زملائه الذين عملوا معه قد استنسخ شخصية “كشكش بك” وقدَّمها بما يناسب المزاج الشامي، فاعتبر الجمهور الريحاني مقلدًا للشخصية! دفعت الظروف المالية والنفسية السيئة التي مرَّ بها الريحاني إلى التفكير في الهجرة عن مصر لفترة يستعيد فيها توازنه النفسي، وكانت والدته قد توفيت في تلك الفترة، ثم قرر الزواج من الفنانة بديعة مصابني والسفر إلى أمريكا الجنوبية، ورافقه في هذه الرحلة الممثلان فريد صبري ومحمود التوني، وعند وصوله إلى مدينة “سانتوس” البرازيلية استقبلهم أحد أفراد الجالية السورية، وتم الاتفاق على إقامة حفلات في فندق تابع لأحد أفراد الجالية، ونالوا استحسان الجمهور، ثم توجهوا بعد ذلك إلى مدينة “ساو باولو” التي كوَّن فيها الريحاني فرقة جمعت بعض الممثلين السوريين الهواة، وقدموا للجمهور روايتي “ريا وسكينة” و”البرنسيس” وقد تلقاها الحضور بالقبول والإعجاب الشديدين، وكذلك نالوا احترام الصحافة البرازيلية، ثم توجهت الفرقة بعد ذلك إلى العاصمة “ريو دي جانيرو”، وقد سبقتهم شهرتهم إليها وقدموا فيها ثماني حفلات لاقوا فيها نجاحًا باهرًا.
بعد النجاح الذي حقَّقه الريحاني في البرازيل فكَّر في استكمال رحلته إلى الأرجنتين التي وصلها بعد عناء شديد، واستقبلتهم الجالية السورية وأجزلوا لهم العون، وأحيت الفرقة أربع ليالٍ في “بونس أيرس”، ثم زاروا مدن “روسايو”، و”قرطبة”، و”توكومان”، وكان النجاح حليفهم في كل رحلاتهم.
قضى الريحاني في أمريكا الجنوبية عامًا حافلًا، ثم استكمل سفره بعد ذلك إلى باريس وقضى فيها خمس عشرة ليلة، ثم عادوا جميعًا إلى الإسكندرية، وأنشأ الريحاني مسرحه الخاص في شارع عماد الدين.
إثر عودته إلى مصر، تلقَّى الريحاني صدمات متوالية من أعضاء فرقته الذين انفضُّوا عنه، وتفاقمت المشاكل بينه وبين زوجته فانفصل عنها، ووجد نفسه غارقًا في الديون وهدفًا للسخرية من الشامتين، وسُدَّت كل السبل في طريقه، فقرَّر العودة مرة أخرى إلى شخصية “كشكش بك” وكوَّن فرقة جديدة بمعونة صديقه بديع خيري، وبدأت الأحوال في التحسُّن تدريجيًّا وتصالح مع زوجته بديعة مصابني
الفكرة من كتاب مذكرات نجيب الريحاني
يروي فيه المؤلف الفنان المصري نجيب الريحاني سيرة حياته وبداياته في التمثيل ورحلة صعوده حتى أصبح من أشهر الممثلين في تاريخ السينما المصرية.
مؤلف كتاب مذكرات نجيب الريحاني
ممثل مصري فكاهي شهير من أصل عراقي، ولد في العام 1889 وتوفي عام 1949، يعد من أعمدة المسرح العربي، وشكَّلت فرقته واحدة من أهم الفرق المسرحية، وتخرج فيها الكثير من النجوم بعد ذلك، قدم للسينما عددًا قليلًا من الأفلام مثل “سي عمر”، “سلامة في خير”، و”غزل البنات” الذي يعد من أفضل مئة فيلم في تاريخ السينما المصرية.