جواب الوحي على الاعتراض
جواب الوحي على الاعتراض
يقول الله عز وجل ﴿وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاءَ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا لَاعِبِينَ﴾، وفي هذا دلالة على أن الله سبحانه يعلم ما قد يأتي في عقول الخلق من أن ظواهر بعض الأمور بلا حكمة، أو أن ما فيها من حكمة لا يليق بمقام الرب الخالق الكامل، فأخبر سبحانه في نصوص القرآن أنه لا يفعل ما هو عبث، والعقل يستدل بدلالة كمال الخلق على دلالة عظمة الخالق، وكمال الخلق دال على كمال الحكمة، وكمال الحكمة نقيض العبث، فالله عز وجل يفعل لحكمة تعود إليه، يحبها ويرضاها، ولحكمةٍ تعود على الخلق.
وكما أن الوحي قد نفى العبث عن الخالق، فقد صرَّح بعدم حاجة الرب إلى العبادة، فإن الله سبحانه لا يريد من عبادة الإنسان رزقًا، بل هو الرزَّاق عميم العطاء للمُحسن والمُسيء، فقد قال تعالى ﴿إِنْ تَكْفُرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنْكُمْ وَلا يَرْضَى لِعِبَادِهِ الْكُفْرَ وَإِنْ تَشْكُرُوا يَرْضَهُ لَكُمْ﴾، فالله عز وجل لا يضرُّه كفر كما لا ينفعه إيمان، فإيمان العبد للعبد ﴿وَمَن تَزَكَّىٰ فَإِنَّمَا يَتَزَكَّىٰ لِنَفْسِهِ﴾.
فالعبادة لا تنفع الرب وإنما هي لمصلحة العبد، فالله عز وجل يحب من عباده أن يتَّقوه ويطيعوه، كما أنه يكره أن يعصوه، ولهذا يفرح بتوبة التائبين أشد فرحًا مِمن ضلَّت راحلته، يُحب من عباده أن يعرفوه، يحبوه، يخافوه، يتقوه، يطيعوه، ويتقرَّبوا إليه.
الفكرة من كتاب لماذا يطلب الله من البشر عبادته؟
لِمَ يطلب منَّا الله أن نعبده، وهو غنيٌّ عن العبادة؟ ما الذي يستفيده الخالق من صلواتٍ ودعواتٍ وصيام؟ أليس طلب العبادة علامة نقصٍ ودليل احتياج؟ جميعها تساؤلات قد ترد في أذهان بعض الناس، فيحاول الكاتب الإجابة عن تلك التساؤلات المتعلِّقة بذات الله- سبحانه -، وعن الحكمة من طلب الربِّ عبادتَهُ.
مؤلف كتاب لماذا يطلب الله من البشر عبادته؟
سامي عامري: باحث ومحاضِر، متخصص في دراسات العهد الجديد والاستشراق التنصيري، حاصل على درجة الدكتوراه في الدراسات الإسلامية، وصاحب مبادرة البحث العلمي لمقارنة الأديان، ويجيد اللغات العربية والإنجليزية والفرنسية والعبرية والسريانية، إضافة إلى يونانية العهد الجديد.
له عدد كبير من المؤلفات ما بين مطبوع ومخطوط منها: براهين وجود الله، وبراهين النبوَّة، واستعادة النص الأصلي للإنجيل، وهل اقتبس القرآن الكريم من كتب اليهود والنصارى؟ وغيرها.