جهود الغزالي في الفلسفة وموقفه من الفلاسفة
جهود الغزالي في الفلسفة وموقفه من الفلاسفة
عرف عن الغرالي مهاجمته للفلسفة الإلهية الإغريقية، ولم يهاجمها عن جهل بل عند دراسة متأنية فقد تناولها بالنقد والتمحيص واجتهد في دراستها بسبق يُحتسب له، حتى سبر أغوارها واطَّلع على مُنتهى علومهم، فرأى أن مباحثها لا تزال غامضة معقدة الفَهم، ليست في متناول أوساط الناس، وأن لغتها التي كُتبت بها مجرد رموز كُتِبت بأسلوب غير واضح؛ ربما بسبب تعمد الفلاسفة ذلك وإحاطتها بسياجٍ من التعقيد حتى لا تكون الفلسفة في متناول الجميع، أو ربما أنهم لم يكونوا يحسنون التأليف، ومن هنا أخذ الغزالي في تبسيطها وإزالة الغموض الذي يحيط بها وسهل مسائلها ولغتها.
وألَّف الإمام في ذلك الوقت كتابه “مقاصد الفلسفة” وحدَّد ما ينبغي أن يقف الناس عليه منها بما لا يتعارض مع الدين، وبدأ يعرفه الناس كفيلسوف يُشهد له بالسبق في تبسيطها، بعدها وضع كتاب “تهافت الفلاسفة” الذي كان بمثابة ضربة قاسية طاعنة للفلاسفة، حيث سماه “التهافت”، ويقصد به التناقض وأن الفلاسفة متناقضون وتتعارض أفكارهم وتتناقض، وفيه شرح يبيِّن للناس فرقهم وعلومهم التي تصادم الشريعة الإسلامية، ووضح ما في عقائدهم من زيف وتناقض.
وكان موقفه وكتابه هذا ضربة كادت تقضي على تلك الفلسفة لولا وجود ابن رشد الذي قام بها، وأحياها مدة من الزمان، ولكن غاية الغزالي من كل هذا ليست تكفير الفلاسفة وإنما إسقاط قيمتها العلمية وإثبات أنها مجرد تخيلات وتخمينات، حاربها دفاعًا عن الإسلام وخدمةً للدين، وهو في ذلك لم يحاربها كلها وإنما كانت معركته مع الفلسفة الإغريقية الإلهية.
الفكرة من كتاب الإمام الغزالي وجهوده في التجديد والإصلاح
أبو حامد الغزالي علوم اجتمعت في عالم، وأشخاص اجتمعت في شخص واحد، اختلف حوله القدماء والمحدثون، بين ناقد ومادح، ومؤيد ومعارض.. لقي عناية كبيرة من الإسلاميين وغيرهم من الغربيين والمستشرقين.
يضم هذا الكتاب بين دفتيه ترجمة وسيرة حياة حجَّة الإسلام أبي حامد الغزالي ومنهجه في الإصلاح والتجديد وجهوده التي قام بها في خدمة الدين والعلم، وأبرز محطات حياته والتغيرات الفارقة فيها، يُعرف الكتاب بنسبه ومولده وظروف نشأته ورحلته التي قضاها في طلب العلم واجتهاده فيه، مرورًا بالتحولات والأحداث التي غيرت مجرى حياته حتى ذاع صيته وشهرته، ثم عُزلته وبداية اشتغاله بالتصوُّف وجهوده في الإصلاح.
مؤلف كتاب الإمام الغزالي وجهوده في التجديد والإصلاح
علي محمد محمد الصلابي: كاتب ومؤرخ من مواليد 1963 بنغازي ليبيا، تخرج في كلية أصول الدين والدعوة بالمدينة المنورة، ونال الماجستير في التفسير وعلومه من جامعة أم درمان، ثم نال الدكتوراه في الدراسات الإسلامية برسالته في فقه التمكين في القرآن عام 1999، والتي طبعت في كتاب بعد ذلك.
له العديد من المؤلفات في التاريخ والسير، منها: الدولة العثمانية عوامل النهوض وأسباب السقوط – صفحات مشرقة من التاريخ الإسلامي – موسوعة الحروب الصليبية، والعديد من الكتب في سِيَر الخلفاء والقادة.