جهود العثمانيين بعد وفاة مؤسس الدولة
جهود العثمانيين بعد وفاة مؤسِّس الدولة
بعد وفاة عثمان تولَّى الحكم ابنه أورخان، الذي سار على نفس سياسة والده، فاهتم بتوطيد أركان الدولة وتولَّى الأعمال الإصلاحية والعمرانية وبنى المساجد والمعاهد العلمية وأنشأ أول جامعة عثمانية، واهتم بالجيش وأسسه تأسيسًا عصريًّا وجعله جيشًا نظاميًّا، وأضاف جيشًا عُرف بـ”الانكشارية” وهم من اعتنق الإسلام فتمت تربيتهم تربية إسلامية فكريًّا وحربيًّا لمواصلة الجهاد ضد البيزنطيين، وفتح المزيد من أراضيهم لنشر الإسلام، وحاول أورخان تحقيق بشارة رسول الله – صلى الله عليه وسلم – في فتح القسطنطينية، فوضع خطَّة استراتيجية، ولكن خطته وقع بها في خطأ كبير استفاد منه من جاء بعده في فتح القسطنطينية.
وكانت هناك عوامل ساعدت السلطان أورخان على تحقيق أهدافه منها جهود والده عثمان وتوافر الإمكانيات المادية والمعنوية، وضعف الدولة البيزنطية والجبهة المسيحية نتيجة عدم الثقة بين السلطات الحاكمة، كما أن روما والقسطنطينية كان بينهما خلاف ديني ترك أثرًا في نفوس الفريقين، وبعد وفاة أورخان تولَّى الحكم ابنه مُراد الأول وكان مُراد شجاعًا مجاهدًا متديِّنًا، فانطلق مهاجمًا أملاك الدولة البيزنطية واستولى على أدرنة، وهذه المدينة لها أهمية استراتيجية كُبرى، وكان الهدف من هذا الهجوم هو أن هذه العاصمة تجمع كل مقومات النهوض بالدولة وأصول الحكم، لكن كان لانتصاراته تلك ردود أفعال من قبل الصليبيين، فتكوَّن تحالف أوروبي بلقاني صليبي، وضم الصربيين والبلغاريين والمجريين وسكان إقليم والشيا، وحين وقعت المعركة انهزم الجيش المتحالف انهزامًا ساحقًا، وكان لهذا الانتصار أثر كبير في الدولة العثمانية.
ومرة أخرى قام الصليبيون بتحالف أقوى من الذي مضى، فتحالف الصرب والبوسنيون والبلغار وأعادوا جيشًا كبيرًا كثيفًا، لكن كان النصر حليفًا للدولة العثمانية، إلا أنه في آخر الحرب حينما كان يتفقَّد السلطان مُراد ساحة المعركة قتله جندي صربي تظاهر بالموت أمامه، ورغم ذلك انتشر الإسلام في بلقان، واتجهت دول أوروبية عديدة لتتودَّد إلى الدولة العثمانية. وقد تولَّى الحكم السلطان بايزيد الأول بعد وفاة والده مُراد، وقد تميَّز بايزيد بسرعة تحرُّكاته وفتوحاته فلُقِّب بـ”الصاعقة”، فسقط بلغاري في يده وكان لهذا الحدث صدى عظيم في أوروبا، حتى إنهم اجتمعوا عليه ولكنهم خسروا أمام جيشه فلُقِّب بـ”سلطان الروم” دلالة على وراثته لدولة السلاجقة وسيطرته على شبه جزيرة الأناضول، وقد حاول بايزيد الاستيلاء على القسطنطينية، لكن ظهر خطر جديد يُهدِّد الدولة العثمانية، وهو تيمورلنك رغم كونه مسلمًا، فقد كان يسعى إلى توسيع دولته، وفي حروبه مع تيمورلنك تُوفِّي بايزيد، وقد احتفل النصارى لوفاته احتفالًا عظيمًا، وبعد وفاته وقعت فتنة بين أبنائه الخمسة فانهارت الدولة العثمانية.
الفكرة من كتاب فاتح القسطنطينية السلطان محمد الفاتح
مُحمد الفاتح، قاهر الروم، ما سيرته؟ وكيف فُتحت القسطنطينية على يديه؟ وما جهود العثمانيين قبله ليحدث هذا الفتح؟ يتناول الدكتور علي الصلابي هذه التساؤلات في كتابه، موّضحًا أهم المحطات التاريخية في تاريخ العثمانيين، وأثر تلك الجهود في العالم الإسلامي، وسنن الله عز وجل في الأُمم، وآثار تحكيم شرع الله تعالى كالاستخلاف والتمكين.
مؤلف كتاب فاتح القسطنطينية السلطان محمد الفاتح
علي محمد محمد الصلابي: فقيه وكاتب ومؤرخ ومحلل سياسي ليبي، حصل على درجة الإجازة العالمية من كلية الدعوة وأصول الدين من جامعة المدينة المنورة، كما نال درجة الماجستير من جامعة أم درمان الإسلامية كلية أصول الدين قسم التفسير وعلوم القرآن، ونال درجة الدكتوراه في الدراسات الإسلامية بمؤلفه فقه التمكين في القرآن الكريم.
صدر له عدد من الكتب من أهمها:
عقيدة المسلمين في صفات رب العالمين.
السيرة النبوية: عرض وقائع وتحليل أحداث.
السلطان سيف الدين قطز ومعركة عين جالوت.
الانشراح ورفع الضيق في سيرة أبي بكر الصديق.