جغرافيا الوطن العربي

لا عجب أن يصبح الوطن العربي مسرحًا للعديد من الأحداث الجسام، فمن ناحية التاريخ كانت تلك البقعة محط الحضارات ومهبط الديانات مما أكسبها قيمة أدبية كبيرة، وأما من ناحية الجغرافيا فيمتلك العالم العربي جغرافيا شاسعة تجاوزت ثلاثة عشر مليون كيلو متر مربع تقع ما بين الخليج العربي شرقًا والمحيط الأطلسي غربًا، وبالإضافة إلى توسُّطه القارات الثلاث يتضمَّن كذلك أهم الممرات والمضايق البحرية مما يجعله رقمًا صعبًا في معادلة التجارة العالمية، إلى جانب ذلك يحتوي على ثروة وفيرة من الموارد الطبيعية ومصادر الطاقة، لذلك كانت المنطقة العربية على مدى الحقب الزمنية المختلفة محط أنظار القوى العظمى، مما جعلها بركانًا يموج بحمم الصراع المختلفة.

 الحل: 📚📚📚 مكتبة ضخمة جدا 

من الكتب المبسطة والمضغوطة على هاتفك مع تطبيق أخضر

تطبيق أخضر يوفر لك آلاف ملخصات الكتب العربية والعالمية بطريقة مقروءة ومسموعة في أكثر من ١٦ قسم في كافة مجالات الحياة 

حمله الآن 😎

جوجل بلاي -- أبل ستور

وإذا تطرَّقنا إلى طبيعة المناخ والطقس فنجد أن عالمنا العربي يضم أنماطًا مناخية مختلفة تتقلَّب ما بين المناخ المداري المطير في جنوب السودان والمناخ الموسمي في شبه الجزيرة العربية واليمن إلى مناخ البحر المتوسط في الدول العربية الواقعة في شمال أفريقيا، على الجانب الآخر يُلاحظ انتشار المناخ الصحراوي بتقلُّباته المدارية الحرارية وموجات الجفاف على أجزاء واسعة من الإقليم العربي؛ نظرًا إلى احتوائه على نصف المناطق الصحراوية بالعالم، ويعد ذلك المناخ الصحراوي القاحل بمثابة كنز ثمين للطاقة الشمسية إن أُُحسن استغلاله.

أما بالنسبة إلى العامل البشري فنجد أن الوطن العربي يمتلك فائضًا بشريًّا في مراحل عمرية مختلفة تزيد نسبة الشباب منهم أكثر من 30%، وهي كتلة بشرية ضخمة تقدَّر بأكثر من مائة مليون فرد، فهو عالم شاب بخلاف قارة أوروبا العجوز التي تُشكِّل أمراض الهرم والشيخوخة وكبار السن مشكلة ديمغرافية ذات أعباء اجتماعية باهظة خصوصًا في المستقبل، وعلى الرغم من أهمية تلك الجغرافيا فإن ضبابية الأحداث السياسية وما تسوقه أمامها من غيوم معتمة حجبت عن الوطن العربي رؤية فرص التنمية المتاحة في تلك المقوِّمات الجغرافية.

“من لا يملك قوته لا يملك قراره”، ومن هنا تتجلى أهمية هذا الكتاب، فهو يعالج قضية الأمن الغذائي العربي مستعرضًا أسباب المشكلة على نحو عام، ثم يدلف إلى جغرافيا الوطن العربي مظهرًا الواقع والفرص المتاحة والتحديات للنهوض بالاقتصاد الغذائي، وأخيرًا يتعرض لمحاولات استغلال قضية الغذاء كسلاح من قِبل الدول العظمي لابتزاز غيرها من الدول الأخرى.

حمد علي الفرا: كاتب وعالم اقتصاد، ولد بمدينة خان يونس بفلسطين عام 1932، حصل على ليسانس الآداب في الجغرافيا من جامعة القاهرة عام 1954، حصل على الماجستير من جامعة نيوكاسل بإنجلترا في عام 1967، ونال عام 1970 درجة الدكتوراه في الجغرافيا الاقتصادية من الجامعة نفسها، وتقلد الكثير من المناصب الأكاديمية في الأردن وفي الخارج، كما كان أستاذًا زائرًا في عدة جامعات منها أكسفورد في بريطانيا عام 1977، وجامعة كاليفورنيا في لوس أنجلوس عام 1984.

أصدر العديد من الأبحاث والمقالات العلمية في مختلف المجالات والدوريات العلمية، وله كتب منشورة أهمها: “التنمية الاقتصادية في دولة الكويت”، و”مناهج البحث في الجغرافيا بالوسائل الكمية” و”الطاقة: مصادرها العالمية ومكانة النفط العربي بينها”.