جغرافيا المخدرات
جغرافيا المخدرات
يتوزع إنتاج المواد المخدرة واستهلاكها عبر العالم حسب المكان الجغرافي وثقافة الشعوب، ففي أمريكا اللاتينية يتم إنتاج الكوكايين، وأساس إنتاج أفغانستان الهيروين، وينتج المغرب الأقصى القِنَّب وتعتمد فرنسا على استيراده منها بنسبة 90%، وتعتبر أوربا وجنوب شرق آسيا معقل المخدرات الاصطناعية والمنبهات الأمفيتامينية وحبوب النشوة، في حين أن نسبتها في أمريكا لا تتعدى 12%.
بملاحظة الإحصائيات السابقة نجد أن تجارة المخدرات غالبًا ما تستوطن البلاد الفقيرة، لأنها تعتبر تجارة مربحة وسهلة، وكذلك أراضي الحروب كما في أفغانستان وكولومبيا والبلقان، لتحقيق مآرب استراتيجية ودبلوماسية، كذلك حرب الأفيون التي شنتها إنجلترا وأسفرت عن مبادلات اقتصادية عالمية، وهبطت زراعة الخشخاش في عام 2001م بسبب (طالبان)، ثم عادت لازدهارها بنسبة 73% في العام التالي في ظل النظام الديمقراطي برئاسة كَرْزَاي.
إن تأثير الثقافة في المخدرات واضح لا يمكن إهماله، فتدعو الحركة الصوفية الجديدة لتناول الأمفيتامينات لاعتقادها أنها تغير الحالة الوجدانية، كما تقدس الشعوب الفرنسية الكحول وتعتبره أقل وصمة من سائر المخدرات، ورغم إدراكها لآثاره الضارة تظهر أعراض الإفراط فيه عند 14% من عامة الناس، وتحتل فرنسا المركز الرابع بعد لوكْسمْبورج وأيرلندا والبرتغال في تعاطي الكحول، حتى وضع أول نظام حقيقي لكبح السُّكْر في عام 1873م، ورغم كل ذلك فَهُم يعتبرون التبغ أكثر خطورة، وحسب تقارير منظمة الصحة العالمية، أكثر من 60% من مدخنيه لديهم رغبة جادة بالإقلاع عنه.
الفكرة من كتاب المخدرات
المُخدرات، الأمل الواهم، السعادة المزيفة، الراحة المُقلقة، الداء والدواء، التيار الجارف!
طالما أنك حيٌّ تُرزق فلا بد أنك سمعت يومًا عن مُدمن، ربما كان دورًا في تلفاز، أو شخصًا في رواية، أو جارًا أو قريبًا! ولعلك تساءلت حينها لماذا؟ أو كيف؟ أو إلى متى؟
في كتابنا نجيب عن سؤال “لماذا؟” ونعرض من بعده سؤال “كيف؟”، ونقدم جهودًا وحلولًا تستطيع من خلالها تحديد “إلى متى” ستظل دائرة المخدرات قطارًا يدهس المجتمعات بلا رأفة؟
مؤلف كتاب المخدرات
نيكول مايستراشي : قاضية، قادت اللجنة البيوزارية لمكافحة الإدمان من 1998م إلى 2002م.
معلومات عن المترجمة:
زينا مغربل: حاصلة على بكالوريوس في إدارة أنظمة المعلومات من جامعة مريلاند الأمريكية، عملت على ترجمة العديد من المؤلفات لكلا اللغتين الإنجليزية والفرنسية، خاصة في مجالات العلوم والتقنية.