جزيرة أقريطش وجزيرة صقلية
جزيرة أقريطش وجزيرة صقلية
أقريطش تسمى كريد، وهي جزيرة كبيرة من جزر البحر الأبيض المتوسط، بها الكثير من المدن والقرى، وسكانها مسلمون، ويحكمها الأمير عبد العزيز بن شعيب، وذلك أن العلماء ثاروا على أمير الأندلس الحكم بن هشام لانشغاله بالشهوات، وبايعوا غيره، فحاربهم الأمير الحكم وهدم بلادهم، فذهبوا إلى الإسكندرية وأقاموا فيها فترة من الزمان، واشتبكوا مع أهلها، واختاروا أبا حفص عمر بن شعيب البلوطي واليًا عليهم، وفي ذلك الوقت كان يحكم مصر عبد الله بن طاهر فذهب إليهم وحاصرهم، فطلبوا منه الأمن والحماية فحقَّق لهم ذلك، وأرسلهم إلى جزيرة أقريطش، فقاموا بتعميرها ونشر الإسلام وبناء الحصون والمدن، وأصبحت نموذجًا لحضارة العرب والمسلمين، والأمير عبد العزيز هو ابن أبي الحفص عمر بن شعيب.
صقلية جزيرة كبيرة، بها بركانان أحدهما يعتبر أشد بركان في العالم، وتتصاعد منه النار أحيانًا والدخان أحيانًا أخرى، ولذلك تحدث فيها زلازل كثيرة تؤدي إلى هدم البيوت والمباني، ويسمى أحدهما بركانًا والآخر “استنبري” بمعنى الرعد والبرق، وبسبب هذين البركانين يوجد بها الكثير من معدن الكبريت الأصفر، وتوجد آبار لزيت النفط يخرج في وقت محدد من السنة، وبها أسطول المعز لدين الله أبي تميم معد العبيدي الذي يتنقل بين صقلية وقلورية.
صقلية مدينة عامرة، فيها بلدان كثيرة تزيد على مئة وثلاثين بلدًا، وفيها الكثير من المساجد والفنادق والحمامات، والعديد من العلماء والفلاسفة والأدباء، وهي مدينة خصبة وكثيرة المياه والفواكه، ففيها التفاح والبندق والكمثرى، ويُصدَّر منها إلى إفريقيا الجوز والقطن، وغنية بالمعادن مثل الذهب والفضة والنحاس، وبها عدد من الجبال.
الفكرة من كتاب حضارة العرب في الأندلس: رسائل تاريخية في قالب خيالي بديع
غادر الكاتب مدينة الإسكندرية متوجِّهًا إلى الأندلس عام (٣٤٥) هجرية، في سفينة ضخمة ينزل بها العديد من العلماء الذين أتوا من بلدان مختلفة يشاركونه نفس الغاية، ليمرَّ بكريد، وهي الآن جزيرة يونانية، وصقلية وقلورية، وهما الآن إقليمان من أقاليم إيطاليا، وألمرية وقرطبة، وهما الآن مدينتان من مدن إسبانيا، ويصف ما يمر به من أحداث وما يراه من عظمة السلطان وقوة المسلمين وتوسُّعهم في فتح البلدان.
مؤلف كتاب حضارة العرب في الأندلس: رسائل تاريخية في قالب خيالي بديع
عبد الرحمن البرقوقي: أديب وناقد مصري، من مواليد محافظة الغربية، تلقَّى تعليمه في الأزهر الشريف، وتعلَّم على يد الشيخ المرصفي، وتعلَّم الكثير من الإمام محمد عبده، وللإمام عنده مكانة كبيرة، ولم ينسَ فضله عليه وقد أهداه هذا الكتاب، أصدر مجلة “البيان”، وأنفق عليها الكثير من ماله، وكان يكتب فيها نخبة من الأدباء مثل العقاد والمازني والسباعي، عُرِف بمتعة الحديث، وأنه يُؤلَفُ لصحبته والجلوس معه، من مؤلفاته: “الفردوس”، و”شرح ديوان المتنبي”، و”الذاكرة والنسيان”، و”دولة النساء: معجم ثقافي”.