جراحات مرض باركنسون
جراحات مرض باركنسون
يعود تاريخ التدخلات الجراحية لمرض باركنسون إلى بدايات القرن الماضي تقريبًا، وعلى الرغم من أن اكتشاف الليفودوبا حدَّ كثيرًا من دور الجراحة فإنها ما زالت يُعتمد عليها إلى الآن للوصول إلى نتائج لا تصل إليها الأدوية.
من أهم التدخُّلات الجراحية الشهيرة بَضْع الكرة الشاحبة pallidotomy، وفيه يتم تدمير أجزاء من المخ باستخدام شحنة كهربية من خلال مسبار دقيق داخل الدماغ ويشبهه بضع المهاد، وعمومًا كلاهما يسهم بشكل كبير في تخفيف أعراض بعينها مثل التيبُّس وتصلُّب الأطراف والرجفة، ومثلها مثل باقي الجراحات يظل لديها مضاعفات قد تكون قاتلة إذا لم يكن جراح المخ والأعصاب على قدر كبير من المهارة مثل مشكلات النطق والبلع والقدرة الذهنية، وأحيانًا تكون الأعراض الجانبية قدرًا لا يمكن تجنُّبه مثل النزيف أو السكتة الدماغية.
التحفيز العميق للدماغ Deep brain stimulation يُعد خيارًا ذا فرص كبيرة في النجاح جراحيًّا، حيث يتم إدخال سلك دقيق لمواقع محددة في الدماغ مثل نواة تحت المهاد أو المخ، ويتصل هذا السلك بجهاز لتنظيم ضربات القلب يتم زرعه تحت جلد الكتف يعطيه دفعات من الشحنات الكهربية لتحفيز الدماغ، ومن الممكن أن يتحكَّم المريض في تشغيل الجهاز أو إيقافه، والنتائج المثبتة لهذه الجراحة في تحسن ملحوظ فيما يخص أعراض بطء الحركة والتصلب وخلل الحركة في جانبي الجسد دون التعرض لمضاعفات عملية البضع.
زرع الخلايا أصبح هو الآخر مصطلح هذه الحقبة الزمنية والذي تتبارى فيه الأبحاث العلمية، فهناك دراسات تشير إلى إمكانية زرع خلايا من الغدة الكظرية في المناطق التالفة من الدماغ، وتم اختيار الغدة الكظرية خصوصًا لأن خلاياها تفرز مادة الدوبامين، أو أخذ خلايا من الأجنة المجهضة لم تتمايز بعد، إذ إنها بعد زراعتها في الدماغ تتحوَّل إلى خلايا عصبية مفرزة للدوبامين ومن ثم القضاء على المشكلة بالكلية، غير أن ما يعوق هذه الخطوة هو الحصول على الخلايا في التوقيت الصحيح وتخزينها في ظروف ملائمة وزراعتها بدقة، وأخيرًا الخلايا الجذعية من المريض نفسه لأنها قادرة على التحول إلى أي نوع آخر من الخلايا، لكن كل هذا ما زال تحت الدراسة.
الفكرة من كتاب مرض باركنسون
مرض باركنسون من الأمراض الشائعة جدًّا، وتشير الإحصاءات إلى أن شخصًا واحدًا يصاب به من كل 300 شخص، ويشيع كذلك في كل المراحل السنية، إلا إنه يخص بشكل كبير الأعمار السنية الكبيرة فوق الستين غالبًا، ومن هنا كانت أهميته.
يتحدث الكاتب في البداية عن تكوين الدماغ وكيف توجد الأعصاب في ترتيبات غاية في الدقة، ثم يبين الأسباب وكيفية تطور مرض باركنسون مبينًا أعراضه ومراحله الزمنية، ثم يشرح كيف يتم تشخيص المرض لينتقل إلى ذكر الخطوات العلاجية الدوائية والخطوات الجراحية بالتفصيل.
مؤلف كتاب مرض باركنسون
البروفيسور توني شابيرا : هو بروفيسور في علم الأعصاب السريري وطبيب أعصاب استشاري، صاحب خبرة كبيرة في معالجة المصابين بمرض باركنسون، ويتركَّز اهتمامه بشكل أساسي على البحث عن أسباب هذا المرض والمساعدة على تطوير علاجات جديدة له.
معلومات عن المترجمة:
هلا أمان الدين: قامت بترجمة كتب أخرى، مثل: “القلق ونوبات الذعر” لكوام مكنزي، و”متلازمة القولون العصبي” للطبيب كيران موريارتي.
سلسلة كتب طبيب العائلة: هي سلسلة مميزة من الكتب الطبية السهلة تناقش العديد من الأمراض في شتى التخصصات، من أشهر كتبها: “آلام الظهر”، و”إلزهايمر وأنواع أخرى من الخرف”، و”دوالي الساقين”، و”داء المفاصل والروماتيزم”.