جرائم التوتر الحضاري
جرائم التوتر الحضاري
يُرجع بعض العلماء ظاهرة التوتر الحضاري إلى الانتشار السريع للتكنولوجيا والإلكترونيات والاتصالات الحديثة، إذ إن الحياة العصرية سببت فجوة كبيرة بين الإنسان وذاته، نتيجة لركضه المستمر لبلوغ الأحدث والأجدد.
أدى هذا إلى ظهور مجموعة من الفلسفات الوجودية الشاذة اللا منطقية التي تزرع في عقل الفرد أنه حر تمامًا بلا حدود، وأن العالم ملكه وحده وكل ما حوله أجنبي دخيل، أشهر هذه الفلسفات “مبدأ الهيبيز || Hippies” الذي يظهر أصحابه التمرد على المجتمع بإطلاق لحاهم وشعورهم وأظافرهم والعيش على الأرصفة ورفض أى نوع من أنواع العمل.
وكذلك الجمعيات المتطرفة كجبهة تحرير الحيوان في الولايات المتحدة، ففي نيسان 1987م تعرض الحرم الجامعي لجامعة كاليفورنيا إلى هجوم من قبل مجموعة إجرامية أشعلت النار في بناء كان قيد الإعداد للأبحاث الطبية البيطرية، وبعد أشهُر من هذا الحدث حررت جماعة أخرى تسمي نفسها “عصابة الرحمة” ثمانية وعشرين قطًّا من مركز أبحاث وزارة الزراعة بإحدى مناطق ولاية مريلاند، والجدير بالذكر أن أحد عشر قطًّا منهم كانوا مصابين بطفيل التوكسوبلازما جُندي الذي يصيب النساء الحوامل، ما أسفر عن تشوه نحو 2000 مولود.
وفي عام 1969م نشرت اللجنة العلمية التي شكلها الكونجرس الأمريكي تقريرًا لتقصي العنف الطلابي الذي اجتاح الولايات المتحدة الأمريكية في السنوات الأخيرة، في كتاب “الحرية الطلابية” لصاحبه “لويس فيور”، وتبين خلاله أن سبب هذه الأفعال الطائشة هو الخواء الأخلاقي وافتقادهم للطموح والأهداف، ومن ثم توتر أجهزتهم المناعية النفسية لا شعوريًّا.
الفكرة من كتاب الجهاز المناعي النفسي: قوة وإبداع
جميعنا نعرف أن الجسم البشري من الناحية التشريحية والفسيولوجية هو نتاج تحالف مجموعة من الأجهزة المتعلقة بالصحة الجسدية: جهاز عصبي، وتنفسي، وهضمي، وعقلي، وقلبي وعائي، ومناعي. والحقيقة أن الجسد البشري متشابك بطريقة معقدة ومركبة جدًّا، لدرجة تجعل أي خلل في جزء من بعضه ينعكس على كله.
ولا يخفى علينا أن الجهاز المناعي هو مصدة الأمراض الصحية، ولكن القليل فقط من يعرفون أن ثمة جهازًا مماثلًا يساعدك على التصدي للأمراض النفسية، هُنا نعرفك عن نفسك وصحتك أكثر، ونكشف لك مزايا ما كنت تدركها من قبل، هنا نحاول تبسيط التعقيد لمساعدتك على تعزيز مناعتك النفسية.
مؤلف كتاب الجهاز المناعي النفسي: قوة وإبداع
د. ناصر محي الدين ملوحي: هو طبيب واختصاصي واستشاري وباحث علمي ومؤلف، حصل على شهادة الطب البشري من جامعة دمشق عام 1985، تخصص في أمراض الأنف والأذن والحنجرة وجراحة الرأس والعنق في عام 1989، وفي عام 2019 حصل على شهادة البورد السوري في المجالات نفسها، حاضر في العديد من الندوات والمؤتمرات العلمية والطبية العامة والتخصصية.
من أشهر مؤلفاته:
الطب العمراني.
الطب النفسي الجسمي.
سرقات آينشتاين العلمية.
سياسة تلفيق الداء لتسويق الدواء.