جذور العلاقات (الطفولة المسمومة)

جذور العلاقات (الطفولة المسمومة)
ما يعيشه الناس اليوم ربما يكون قد بدأ قبل وقت طويل دون علم منهم، فأصحاب الطفولة المضطربة أو الناشئين في بيئات غير مستقرة عند دخولهم تجربة عاطفية، يُلاحَظ تلبسهم دور المنقذ المضحي، لأنهم لم يتعلموا كيف يحبون ذواتهم، وتربوا منذ الطفولة على بذل أنفسهم رغم ما يلقونه من ألم ومحاولة التكيف معه، بل وحتى استعذابه، والحقيقة أن تجاهل الصعوبات وعدم مواجهتها يفاقم المشكلة بتأجيلها حتى تتعقد وتصبح عصيّة على الحل.

والنساء اللائي وُلدن في أسر لا تقدر المرأة ولا تلتفت إلى آرائها عادة ما يجذبهن الرجال الضعاف الشخصية غير المسؤولين، لأنهم يمثلون صيدًا ثمينًا يمكنهن من خلاله أن يشعرن بوجودهن الذي لطالما حُرموه، فيرعينه حق رعايته، ويحملن أنفسهن مسؤولية إسعاده كاملة، ويغدقن عليه من طاقاتهن، حتى تفنى ويصبح “هو” مستودع الطاقة ومؤشر النجاح الأوحد الذي لا يخطئ، وإذا صدر أي تقصير منه أو إهمال أو خيانة يُتهّمن بأنهن السبب فيه وأنهن يتوهمن أشياء يصنعها خيالهن المريض، ومن المؤسف أنهن يكظمن غيظهن، ويتقبلن تلك الاتهامات ويستمررن في العطاء والتماس الأعذار حتى لا يُستَبدلن، لأنهن ببساطة لا يعرفن السعادة بعيدًا عنه، ولم يتعلمن الحفاظ على مكاناتهن، وتلك هي الطريقة الوحيدة التي تُشعرهن بقيمتهن، لدرجة أنهن قد يُعرِضن عن الشركاء المسؤولين والناضجين فقط لأنهن لم يعتدن ذلك، أي أن يعتني بهن أحد أو يحبهن بلا مقابل.
وقد ثبت أن أبناء الأسر غير الداعمة عادة ما يعانون مشكلة في الثقة، إذ تَربى بداخلهم اعتقاد بأنهم المخطئون دومًا وأنهم ليسوا كافين، لذا تجدهم يحاولون التماس الحقيقة في أشخاص آخرين، التي رغم علمهم بها يحتاجون إلى من يقدمها إليهم حتى يتمكنوا من اعتمادها، مما يجعل الأمر كارثيًّا عندما يقدمها شخص مضلل ليس أهلًا للثقة.
الفكرة من كتاب الزهايمر العلاقات: عندما ينسى الحب
الحب، السر الأكثر غموضًا في تلك الحياة، هُدمت من أجله ممالك، وخسر في سبيله الكثيرون أعز أملاكهم، ودفعوا مقابله أعمارهم، جلاد المرء وشفاؤه في آن واحد، نعيمه وشقاؤه، أجمل ما قد يهب القدر للإنسان، وأقسى اختبار قد يضعه فيه كذلك.
من منا لم يسأل نفسه ذات يوم عن ماهية الحب؟ وكيف يغزل شباكه حول القلب حتى يوقعه؟ كيف يبدأ وكيف ينتهي؟ أو بالأحرى لِمَ ينتهي؟ وكيف يجري الإنسان جريًا محمومًا سعيًا ثم يدير ظهره ويعدو بالسرعة ذاتها فارًّا؟ كيف تقبض اليد على اليد بإرادتها ثم يقيدها ما تقبض عليه؟
مؤلف كتاب الزهايمر العلاقات: عندما ينسى الحب
د. منال الدغار: طبيبة نفسية حاصلة على عديد من الدرجات العلمية الراقية، منها: ماجستير الطب النفسي، والدكتوراه في الصحة النفسية، ودبلوم ممارسة الطب النفسي، والشهادة الدولية في علاج وتأهيل الإدمان، ودبلوم السلوكيات الخطرة، ودبلوم الطب النفسي الجنسي.
من أهم أعمالها:
الحب منك وإليك.
أتلفها الهوى.. قراءات نفسية في الخيانة.
الرجل الذي لم يستطع التوقف.. دليلك النفسي للتعامل مع الوسواس القهري.