جديد هذه النظرية
جديد هذه النظرية
تمنح نظرية صناعة الحياة العمل مساحةً أكبر، وتدعو للنزول إلى ساحة الناس ما أمكن، وطلب الولاء منهم بدلًا من طلب طاعتهم، تمنح الدعاة أصحاب الأرض الطيبة حرية أكبر للتحرك، والتأثير في نفوس الناس، وتقلِّل من أثقالهم ليتفرَّغوا لدعواتهم، وتكثِّف هذه النظرية الدور القيادي في تربية العناصر الجيدة، مكونة منهجية شاملة، ومدرسة قيادية ومبرزة العنصر الجمالي، والإبداع فيه لتخرج منهم صناع حياة أشداء، كما ترعى وتشجِّع كل جهد إسلامي، يصب في مصلحة الدعوة، حتى ولو كان صاحبه غير إسلامي، ولا يتفق معهم في صفاتهم. تجعل المشاركة في البناء الحضاري مهمة دعوية أساسية، فالمهندس والخطاط وعالم الفلك، دعاة من جل الدعاة يقدمون ما يشهد على عظمة الله، وإبداعه في خلقه، ما يقرب الناس منه (تعالى)، ويجعلهم يدينون له بالوحدانية، والجلال.
هذه النظرية تقترب من الفلسفة بالقدر الذي ينفع، ولا يضر، عن طريق رؤية وحدة المحركات الحياتية، ورصد المؤشرات، وفهم التناسق بين الخطة وتوجهاتها الدعوية، كما أنها لا تنسَى سنن الله في خلقه، ولا قوانينه الكلية، فتنطلق من محكمات لتضبط بها ما تفرق، وتُذَكِّرُ ما يقوم به شخص واحد من تحريك لعدة أشخاص من حوله، لما له عليهم من ولاء، وأثر ذلك في الوحدة الكلية.
تدعو نظرية صناعة الحياة إلى التخصص، للوصول إلى العمل المؤسسي المتماسك، وقطع التخوف من فشل التجارب السابقة، طالما كانت التجارب الجديدة تقام مسترشدة بما سبقها، متجنِّبة لما فيها من أخطاء، وبهذا تكون هذه النظرية كشرارة الانطلاق لما هو أكبر وأعظم.
الفكرة من كتاب صناعة الحياة
تعني نظرية صناعة الحياة أننا ننظر إلى إدارة الحياة على أنها (صنعة)، لها فنونها الخاصة، وتنميها الخبرة المكتسبة إذا تراكمت، وتستلزم مهارة، ونحن نريد تسيير الحياة في تيار واحد، ولجعل هذا التيار يصب في الوادي الإسلامي فعلينا معرفة خصائص البشر الفطرية وأسرار علاقاتهم، وهي في خلاصتها تنبيه على ضرورة إمساك الدعاة بمصادر القوة العلمية والمحركات العاطفية، والأمور المالية، فيخبرنا الكاتب عن مضمون هذه النظرية، وكيف نعد هؤلاء الصناع، وكيف نختارهم، وندربهم لرفع راية دينهم، مسترشدًا بالقوانين الثابتة في الكون وبأعمال السابقين.
ويخبرنا أنه من الممكن تقسيم الحياة لخططٍ متدرجة، فيكون الخط الأمامي لما يلهب مشاعر الناس، ويحركهم، يليه خط امتداد خلفي من صناع الحياة، ثم خط تركيز خلفي ثانٍ تمثله التربية الأسرية، وخط تطوير ثالث يمثله البناء التخصصي لصناع حياة جدد، فنكون بهذا علقنا الظاهرة الدعوية بالظواهر الكونية القدرية، كالولاء والقدر.
مؤلف كتاب صناعة الحياة
محمد أحمد الراشد: كاتب وداعية إسلامي، ولد في الثامن من يوليو، عام ألفٍ وتسعمائة وثمانية وثلاثين، درس في كلية الحقوق، وتتلمذ على يد الكثير من علماء بغداد، وهاجر بعد حرب الخليج الثانية إلى أوروبا، ويعتبر من أهم منظري ومؤلفي الحركة الإسلامية، فهو مؤلف العديد من الكتب التي تحاول أن تجمع روح الحركة مع العلم الإسلامي ونوع من الروحانيات وتأكيد الأخلاق الإسلامية، وكتبه خليط مميز من الأدب والفقه.
ومن مؤلفاته:
فقه الحياة.
آفاق الجمال.
سلطان الإيمان.
صراطنا المستقيم.