جاهلية العلم
جاهلية العلم
إن العلم لا يكفي وحده لأن يحفظ ويحمي صاحبه، إذ نرى الطبيب الذي يدخن وهو يعلم أضرار التدخين، والقاضي وهو يرتشي، والشهود يحترفون الكذب، ورجال الدين يفعلون ما ينهون الناس عنه، إذًا فالعلم لم يمنع هؤلاء من السقوط فيما يعلمون ضره.
إن منازل الناس الخُلقية لا تتفاوت بسبب تفاوتهم في العلم، ولكن بسبب تفاوتهم في الهمة والعزم، فبدون هذه الهمة لن يثمر العلم خلقًا ولا حكمة، بل ينقلب إلى النقيض لأداة ظلم وبطش، وتلك هي جاهلية العلم التي نراها في يومنا هذا، فالتكنولوجيا تستخدم للحرب، والذرة في الهدم، والكيمياء في المخدرات.
وتلك ما هي إلا صورة حديثة لقوم عاد، قال تعالى: ﴿أَتَبْنُونَ بِكُلِّ رِيعٍ آيَةً تَعْبَثُونَ، وَتَتَّخِذُونَ مَصَانِعَ لَعَلَّكُمْ تَخْلُدُونَ، وَإِذَا بَطَشْتُم بَطَشْتُمْ جَبَّارِينَ، فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ، وَاتَّقُوا الَّذِي أَمَدَّكُم بِمَا تَعْلَمُونَ﴾، فهم قد ملكوا الحضارة فتكبروا بها وطغوا، ونسوا أن الله هو الذي أمدهم بهذا العلم فاستخدموه في الشر والعدوان.
الفكرة من كتاب نار تحت الرماد
بين صراعات الإنسان الداخلية بين المادة والروح، بين انتحار أهل الترف وانتحار أهل التطرف، وبين طغيان الإنسان بعلمه وجهله، بين كل تلك القضايا وغيرها يأخذنا الكاتب في جولة لتدارس أسباب وعلاجات تلك الظواهر الدينية منها والمجتمعية والسياسية.
مؤلف كتاب نار تحت الرماد
مصطفى محمود؛ فيلسوف وطبيب وكاتب مصري، وُلد عام 1921 وتوفي عام 2009.
له أكثر من 80 كتابًا في مجالات متنوعة، منها العلمية والفلسفية والاجتماعية والدينية، إضافةً إلى الحكايات والمسرحيات وأدب الرحلات.
من أهم كتبه ومؤلفاته:
الله.
السؤال الحائر.
الإسلام ما هو.
على حافة الانتحار.