ثورة تعهيد الأعمال للجماهير
ثورة تعهيد الأعمال للجماهير
يحاول موقع ثريدلس Threadless.com الاستفادة من الجمهور، فكيف يفعل ذلك؟
يقيم هذا الموقع مسابقات لتصميم منتجاته، إذ يضع الجمهور تصميماته ويصوت للتصميمات المفضلة له، تخيّل ماذا سيحدث إذا كان رواد هذا الموقع ما يقارب النصف مليون مستخدم، بكل تأكيد سيشارك عدد كبير منهم في التصميم، والبقية سيصوّتون ويختارون بأنفسهم التصميم الأفضل، وهذا يشعر الجمهور بالولاء.
قد تستغرب من هذا، لكن موقع ثريدلس بلغت إيراداته عام ٢٠٠٦م ما يقارب ١٧ مليون دولار، وقد استمر معدل نموه في الارتفاع، ويحصل على هامش ربح مذهل دون حاجة إلى التسويق للمنتج، فقد سوّقت الجماهير مسبقًا له.
هذا يدعونا إلى أن نسأل، ما الذي تغير في عالم الأعمال والإنتاج؟
بعد ثورة الإنترنت لم يعد المستهلك كما كان قديمًا، بل ظهرت موجة جديدة من المستهلكين الذين يمارسون سيطرتهم على تصميم الأشياء التي يشترونها، فأصبحوا منتجين ومستهلكين في الوقت نفسه. لا يقف الأمر عند الإنتاج المادي، بل هناك شركات تعهد بحملاتها الإعلانية إلى الجماهير، إنها ثورة تعهيد الأعمال للجماهير عبر الإنترنت، نوع جديد من الأعمال، يساهم بشكل كبير في تغيير الثقافة والاقتصاد على نطاق واسع.
فقد فتح الإنترنت المجال للبيع والاشتراك في أي عمل، فيمكنك أن تبيع صورك، أو تشارك في صناعة محتوًى إعلامي، أو ربما إذا كنت تملك مهارات برمجية تساعد على إنشاء وتطوير لعبة أو موقع أو حتى تطبيق، لكن ما الذي يدفع عجلة تعهيد الأعمال للجماهير؟
الفكرة من كتاب الجماهير بين المشاركة والإبداع: عندما تتحكم الجماهير في مستقبل الأعمال
لعلك سمعت مسبقًا عن جوجل، وويندوز، وبرمجيات المصدر المفتوح، ولا يخفى عليك عملاق المصدر المفتوح لينكس.
إذًا ما المشترك بين الشركات والبرمجيات المذكورة هنا؟ إنها ثورة الإنترنت، التي أزالت الحواجز بين المنتج والمستهلك، إنه العالم الجديد.
أصبحت تلك الشركات تستفيد من الجماهير في صناعة المحتوى والمنتجات بعد أن كان دور المستهلك سلبيًّا لا يشارك في عملية الإنتاج، الآن المستهلك هو من يختار من ينتج ويصمم، إنها الثورة الجديدة: تعهيد الأعمال للجماهير.
دعنا نعرف ماذا يُقصَد بتعهيد الأعمال للجماهير، وكيف تستفيد الشركات منها، وما الذي تغير في عالم الأعمال.
مؤلف كتاب الجماهير بين المشاركة والإبداع: عندما تتحكم الجماهير في مستقبل الأعمال
جيف هاو: محرر وصحفي مختص بعالم الفن وموضوعات أخرى لدى مجلة وايرد، مسبقًا كان محررًا رئيسًا لموقع inside ويكتب في جريدة فيليدج فويس، وقد كتب في عديد من الصحف والمجلات، مثل: التايم وواشنطن بوست،كان جيف أول من كتب عن الاستعانة بالمجموعات وتعهيد الأعمال للجماهير في مقالة نشرت له في مجلة وايرد عام ٢٠٠٦م.
من مؤلفاته:
الجماهير بين المشاركة والإبداع: عندما تتحكم الجماهير في مستقبل الأعمال.
Whiplash: How to Survive Our Faster Future.
معلومات عن المترجم:
مروة عبد الفتاح شحاتة: تخرجت في كلية الألسن قسم اللغة الإنجليزية بجامعة عين شمس، حصلت على دبلوم الترجمة التحريرية من الجامعة الأمريكية بالقاهرة، وهي مترجمة لدى مؤسسة هنداوي، وتعمل الآن في وظيفة مترجم أول ومراجع ترجمة.