المحتويات
ثورة الحاسوب
مزيد من الرهبة والهوس! حيث أزالت الثورة الحاسوبية خطوط التماس الفاصلة بين التخصُّصات المعرفية، لا سيما مع الاتساع المستمر لنطاق تداخلها مع المنظومات الاجتماعية المختلفة، فالقرن العشرون اشتمل على محاولات عديدة تكلَّلت بإنتاج أول حاسوب رقمي، بعدما تمَّ جمع ميكانيكا العناصر وصلابتها ورهافة المعلومات وسيولتها، حيث مثَّلت صناعة الحاسوب نقطة التقاء بين الرياضيات والفيزياء والهندسة وغيرها من العلوم، ودشَّن هذا الامتزاج الخصب بين الكمبيوتر والبرمجيات وشبكات الاتصالات ما عرف لاحقًا بالثورة المعلوماتية.
ومع التطوُّرات الحادثة في مجالات التصنيع الرقمي، باتت الشرائح الإلكترونية أصغر وأرخص من ذي قبل، مما ساعد الشركات التكنولوجية العملاقة على الاتجاه إلى نمط الإنتاج الكبير وإلهاب الأسواق بأجيال متعدِّدة من الحواسيب، فانتشرت بذلك الأجهزة حول العالم واندسَّت بخفَّة ضمن العديد من المجالات البشرية، لا سيما مع التطوُّر الكبير في وظائفها وقدراتها المتعددة والتي جعلتها بحق سيدة المهمات بدايةً من البحث العلمي المعقَّد مرورًا بالاتصالات ووصولًا كذلك إلى استخدامه في شتى الوسائل الترفيهية المختلفة.
ولكن بلا شك لم تكن تلك النقلة سهلة، فلكلِّ تغيُّرٍ تكنولوجي بعض الضحايا الذين لم يستطيعوا مواكبة التطوُّر مع عالم الحوسبة والأجهزة الديجيتال والبرمجيات المتطوِّرة، الأمر الذي تسبَّب في سقوط بعض عمالقة الشركات في شباك الإفلاس، والتي كان ينظر إليها بأنها جبال من الجليد الصلب، ولكن ذابت تلك الجبال إثر حرارة الأسواق التي التهبت بفعل الصناعات الرقمية الصاعدة، ومع دخول العالم عصر الشبكة العنكبوتية اكتسب الحاسوب شأنًا آخر لا يقل ثورية عن بداياته وخروجه إلى النور، فالإنترنت زاد بلا شك من قيمة الأجهزة الرقمية وأكسبها العديد من الخصائص المبتكرة، مما زاد الطلب عليها وتغلغلها أكثر وأكثر في الحياة.
الفكرة من كتاب رؤى مستقبلية
لقد تقدَّمت العلوم بسرعة مذهلة وأحدثت تحولًا كبيرًا في المجتمعات البشرية المختلفة، ونظرًا إلى ذلك يعقد الكثيرون الآمال على المزيد من التقدم العلمي في السنوات القليلة المقبلة لإحداث تغييرات أعمق في الواقع المعاصر، ويستشرف هذا الكتاب المستقبل في العديد من المجالات كثورة المعلومات والذكاء الاصطناعي ومشاريع الجينوم البشري والوصول إلى الفضاء وتطبيقات فيزياء الكوانتم، وغير ذلك الكثير.ششش
مؤلف كتاب رؤى مستقبلية
الدكتور ميشيو كاكو (Michio Kaku): هو عالم أمريكي من أصل ياباني مختصٌّ بمجال الفيزياء النظرية ومجال الدراسات المستقبلية، وُلِدَ في سان جوزيه بولاية كاليفورنيا الأمريكية في 24 يناير عام 1947، من والدين يابانيين مهاجرين إلى الولايات المتحدة، حصل على درجة الدكتوراه في عام 1972، ويعمل أستاذًا للفيزياء النظرية بجامعة سيتي الأمريكية، كما أنه بروفيسور زائر في كلٍّ من جامعة برينستون وجامعة نيويورك.
له العديد من المؤلفات منها:
الفضاء الفائق.
فيزياء المستقبل.
مستقبل العقل: الاجتهاد العلمي لفهم العقل وتطويره وتقويته.
الموضوع التالي
