ثمرات الحوار
ثمرات الحوار
يساعدنا الحوار على الوقاية من آثار غير مرغوبة فيها، كما يساعدنا على تحقيق أهداف نأمل أن يبلغها أطفالنا، ويذكر الكاتب هنا فيما يخصُّ هذا الأمر عدة محاور، نذكرها إجمالًا ثم نفصِّلها:
الحوار ينظم الفكر ويجدِّده.
يكسب الثقة بالنفس.
يحرِّر الطفل من الانطواء ويوجه انفعالاته.
وهو ضد القمع.
فأما كونه ينظم الفكر ويجدده، فلذلك مقدمات، وهي أن الطفل لا يولد بقدرات عقلية تامة، وإنما كما ينمو جسده يومًا بعد يوم بشكل يتراوح بين السرعة والبطء، وكذلك تنمو قدراته العقلية وملكاته اللغوية، نعم نستطيع أن نحسِّن منها أو نزيدها أو نسرِّعها إذا شعرنا بخلل أو علَّة معينة حتى تأتي مرحلة الدراسة وتتدخَّل معنا في سبيل تنمية ذلك، إذ كيف سنصل بالطفل إلى أن ينتفع بالحوار ويجيده إلا إذا كانت ملكاته العقلية واللغوية سليمة! تكمن مهمة المعلم هنا في تحفيز الطلاب من خلال الأسئلة والمناقشة في بعض المشكلات الموجودة، ومن خلال التعرُّض لبعض المواد التي تنمي هذه المهارة كالرياضات مثلًا ونحو ذلك، من المهم أن يكون المعلم نفسه صاحب ملكة في التفكير ويعمل على تطوير ذلك في نفسه أولًا بأول.
وعن تأثير الحوار في تحقيق الطفل لذاته، فينشأ من جهة ترك الفرصة له في التعبير عن نفسه وإبداء رأيه سواء في الأسرة أو المدرسة وتلقِّيه بالقبول والاحترام، والجدير بالذكر أن الأنشطة المتنوِّعة التي تزيد من ثقة الطفل بنفسه تزيد على الجانب الآخر من معدل أدائه الدراسي!
كيف يُحرِّر الحوار الطفل من الانطواء؟ ابتداءً علينا أن نسأل: ما أسباب الانطواء، قد تكون الأسباب راجعة إلى موقف في المنزل أو المدرسة مشكلة مع أحد الزملاء أو خوف من أمر ما، كسر حاجز الانطواء وسبر أغوار الطفل يكون بالحوار أيضًا والتشجيع والمعاملة الحسنة، وبهذا يستطيع المعلم أو الأسرة تقديم المساعدة.
إذا شعر الطفل بالضغط والتضييق عليه أو بما يُسمَّى القمع، فلن نستطيع أن نستخرج أفضل ما عنده، وهذا لا يعني أن نترك الحبل على الغارب كما يقولون، ولكن هناك ميزان يمكن ضبطه بالرحمة والحزم معًا.
الفكرة من كتاب الحوار وبناء شخصية الطفل
تعدُّ مهارة الحوار من المهارات المهمة والمفيدة لأي شخص، بالغًا كان أو طفلًا صغيرًا، وهنا يحاول الكاتب أن يؤصِّل لأهمية هذه المهارة ويوزِّع الأدوار باعتباره ممارسًا سابقًا على كلٍّ من الأسرة والمدرسة وبخاصةٍ المعلم والمرشد الطلابي، كما يُقحم وسائل أخرى ويرينا من زاوية أخرى تأثيرها البالغ في مهارة كهذه بلغة بسيطة وبأمثلة سهلة ميسَّرة لمن أراد الاستفادة.
مؤلف كتاب الحوار وبناء شخصية الطفل
سلمان خلف الله: معلِّم وأستاذ تربوي، استفاد من خبرته وتجربته في مجال التعليم، وخرج بهذا البحث، وله أيضًا كتاب آخر بعنوان “منهج النبي (صلى الله عليه وسلم) في التعامل مع الناشئة”.