ثمار القراءة: ليست معلومات فحسب
ثمار القراءة: ليست معلومات فحسب
نخطئ حين نظن أن القراءة مجرد معلومات نقدمها لأطفالنا أو حتى لأنفسنا وننسى جهلًا الثمار التي نجنيها من زرع هذه العادة، فالقراءة تكسبنا وتكسب أطفالنا -نظرًا إلى أنهم موضع الحديث هنا- ملكة لغوية ومفردات جديدة وفريدة تُضاف إلى قاموسهم الذي لا يشبع، وتجعل لهم شأنًا عاليًا في أنفسهم وبين أقرانهم مع مرور الأيام.
وكما أنها تُثري حصيلتهم اللغوية نجدها تثري حصيلتهم المعرفية أيضًا، وأنت تلاحظ القرَّاء الأطفال وسط زملائهم، فتجد لديهم معلومات مختلفة وذهنًا حاضرًا وتفاعلًا وقدرة على النقاش وطرح الكثير من الأسئلة، فهم لا يتلقَّون معلومات جديدة فحسب كما يتلقى أقرانهم، وإنما إلى جانب ذلك يقومون بعملية مقارنة ونقد لمعلومات أخرى يحملونها معهم من قراءتهم المتنوعة.
وأما الثمرة اللذيذة الساحرة التي يكتسبها الأطفال وتصبُّ في أصل تكوينهم هي أنها تنمي ملكة التخيل عندهم، وبخاصةٍ في الكتب ذات الشخصيات المتعددة، أو التي تصف أماكن مختلفة، أو التي تحكي عن شعوب وحضارات أخرى، أو الكتب البوليسية وكتب حل الألغاز ونحوها، فنجد أن الخيال نفسه يزيدنا ثمرة أخرى، وهي ثمرة التعلم أيضًا، وكل ذلك نتاج القراءة.
علينا أيضًا أن نحبِّب القراءة لأطفالنا باعتبارها متعة، فالطريقة التي نتعامل بها معهم في تنمية هذه المهارة هي التي ستحدِّد مدى استجابتهم لها، فتعاملنا معها على أنها واجب يومي بشكل حازم وصارم وضاغط أحيانًا قد يؤدي إلى نفورهم بخلاف لو تعاملنا معها على أنها من المتع ومن وسائل الترفيه ومن أفضل ما نشغل به أوقاتنا، وإذا رأونا أيضًا نفعل ذلك مع أنفسنا وإذا هيَّأنا لهم أجواء وأماكن مناسبة للقراءة كركن خاص في المنزل، أو في الحديقة فإن صدى ذلك في نفوسهم سيكون مختلفًا.
وكما أننا نشارك أطفالنا في الأنشطة المختلفة كالرياضية مثلًا علينا أن نشاركهم أيضًا في القراءة، زارعين بذلك أهميتها في نفوسهم كأهمية الأنشطة الأخرى، وتوافر الكتب في أماكن مختلفة كالسيارة وفي المطبخ وأثناء ذهابنا إلى نزهة وفي أوقات الانتظار المختلفة حول أطفالنا يساعدهم أيضًا على تكوين رابطة بينهم وبين القراءة عن مجرد الرابطة الذهنية المعروفة المتسمة بالجدية والتعقيد.
الفكرة من كتاب حب القراءة: ٩٩ طريقة لجعل الأطفال يحبون القراءة
كانت تعتقد الكاتبة مثلها مثل كثير منا أن محبي القراءة بلغوا ما بلغوا لنشوئهم في أسر تحب القراءة أو يقرأ فيها الآباء للأبناء، إلا أنها اكتشفت أن هذا ليس المؤثر الوحيد، بل وقد لا يكون مؤثرًا أصلًا، وإنما هو العمل الدؤوب من قِبَل الوالدين والأخذ بأسباب تكوين مثل هذه العادة العظيمة النفع على المدى القريب والبعيد لدى أطفالهم.
مؤلف كتاب حب القراءة: ٩٩ طريقة لجعل الأطفال يحبون القراءة
المربية ماري ليونهاردت: هي مدرِّسة لغة إنجليزية، مارست التدريس 37 عاماً في المدارس العامة والخاصة في أمريكا، ولها العديد من الكتب النقدية والأدبية إلى جانب هذا الكتاب.
معلومات عن المترجم:
إبراهيم الغمري: مؤلف ومترجم، ومن مؤلفاته: “التطوير التنظيمي ـ نموذج مقترح للتطوير الإداري في الدول النامية”، و”السلوك الإنساني في الإدارة الحديثة”، “السلوك الإنساني”، إضافةً إلى ترجمة هذا الكتاب الذي بين أيدينا.