ثلاثية الميزانية
ثلاثية الميزانية
والأساسيات التي ينبغي أن تتوافر في الميزانية ثلاث: الحلال، والوسطية، وضبط الأولويات.
والمال حلاله طيب غير محدود، أما حرامه فخبيث محدود، ومن صوره أكل مال اليتيم، والربا، وأكل مال الناس بالباطل والسحت، وما كان ملهيًا عن سبيل الله، وفي كل ذلك ورد تهديد ووعيد شديدان، والرسول (ﷺ) يقول: “ولا يحملنكم استبطاء الرزق على أن تطلبوه بمعصية الله تعالى، فإن الله تعالى لا يُنال ما عنده بمعصيته”.
وأما الوسطية فهي من صفات المؤمنين، إذ يقول تعالى: ﴿وَالَّذِينَ إِذَا أَنفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَٰلِكَ قَوَامًا﴾.
أما الأولويات، فتنقسم إلى ثلاث هي: الضرورات، ثم الاحتياجات، ثم التحسينات، والضرورات: هي ما لا يمكن أن تقوم الحياة دونه، ويرتبط بمقاصد الشريعة من حفظ النفس والعقل والدين والعِرض والمال، فنفقات حفظ النفس كالأكل والسكن والصحة، ونفقات حفظ الدين كالعبادات وتعلم الدين والدعوة، ونفقات حفظ العقل كالتعليم، ونفقات حفظ العِرض كنفقات الزواج، ونفقات حفظ المال كالاستثمارات وغيرها.
أما الاحتياجات: فهي ما يمكن العيش دونه ولكن بمشقة زائدة، ووجوده يرفع المشقة والضيق، وأما التحسينات، فهي ما يدخل في التوسعة على النفس والرفاهية، وليس في ذلك شيء ما لم يكن إسرافًا، فالضرورات هي حد الحياة، والاحتياجات هي حد رفع المشقة، والتحسينات هي حد الرفاهية، والأولويات نسبية، وتختلف باختلاف الوقت والمكان، وحسب وضع وظروف كل بيت، فما يكون احتياجات عند أسرة قد يكون تحسينيًّا لدى غيرها، ولكن ترتيبها في جميع الأحوال مهم للغاية، ومن أهم ما يضبط الميزانية.
الفكرة من كتاب بيوت بلا ديون.. كيف تضبطون ميزانية بيوتكم
من أكبر ما يسبِّب المشكلات في البيوت وينغِّص عيش الأزواج: المشكلات المادية، لذا يساعدك الكتاب على ضبط نظرتك إلى المال، ومبادئ التعامل معه، حتى يصل بك إلى تفاصيل وضع ميزانية للبيت، تكمن أهميتها في أنها تجعل لديك تصورًا واضحًا وتوقعًا لأوجه نفقاتك، وتجعل لديك خططًا مسبقة للتعامل مع الفائض أو العجز، كما تحقِّق التعاون والشورى داخل الأسرة، ونجاح كل ذلك يحقِّق الاستقرار المادي للأسرة ويقلِّل المشاحنات، ويجلب الطمأنينة إلى البيوت.
مؤلف كتاب بيوت بلا ديون.. كيف تضبطون ميزانية بيوتكم
الدكتور أكرم رضا مرسي: خبير أسري وتربوي، واستشاري تنمية بشرية وتطوير، من مواليد القاهرة عام 1959م، تخرج في كلية الصيدلة عام 1982، ثم حصل على الماجستير والدكتوراه في الشريعة الإسلامية، وقد حصل على الدبلوم الخاص للإرشاد النفسي في مجال التربية وعلم النفس، إضافةً إلى حصوله على دبلوم الإدارة التنفيذية EMD من الجامعة الأمريكية في القاهرة، له عدد كبير من المؤلفات والسلاسل في كثير من المجالات أبرزها الأسري والتربوي، ومن مؤلفاته:
على أعتاب الزواج.
شباب بلا مشاكل.
حتى نعلم معنى السعادة.
كيف تكون مدربًا مؤثرًا.