ثلاثون عامًا من الدمار
ثلاثون عامًا من الدمار
قامت الحرب العالمية الأولى إثر اغتيال ولي عهد النمسا وزوجته، وهو ما اعتبرته النمسا إعلانًا للحرب من قبل صربيا، فبدأت القوات في الاصطفاف، وانضمت ألمانيا إلى النمسا، ثم لحقت بهما الدولة العثمانية، وفي المقابل أخذت الجيوش الروسية والإنجليزية والفرنسية صف الصرب، ثم تبعتها إيطاليا.
استمرت الحرب ما يقرب من ثلاث سنوات دون أن يحقق أي طرف الانتصار، حتى كان عام 1917 عام الحسم، حيث وقعت الثورة البلشفية في روسيا فانسحبت من الحرب، ودخلت الولايات المتحدة إلى صف دول الحلفاء، بسبب شن ألمانيا حرب غواصات عليها، وزيادة أعباء ديون حلفائها الأوروبيين، فتحقَّق النصر على القوات الألمانية.
انتهت الحرب العالمية الأولى في 11 نوفمبر 1918، بعد أن شهدت أول استخدام للدبابة، وراح ضحيتها نحو 8 ملايين نفس، و15 مليونًا من الجرحى، وبإعلان الرئيس الأمريكي ويلسون مبادئه الأربعة عشرة، جرت تسويات ما بعد الحرب التي انهار بمقتضاها ثلاث إمبراطوريات: ألمانيا والنمسا والدولة العثمانية، فالأولى تقلَّصت أراضيها، وانتزع سلاحها، والثانية قُمست إلى ثلاث دول: يوغوسلافيا وتشيكوسلوفاكيا وبولندا، أما الدولة العثمانية فكما ضُربت من الخارج في معاهدة سيفر 1920، ضُربت من الداخل على يد أتاتورك الذي أعلن إلغاء الخلافة، وهكذا أُسدل الستار على آخر دولة خلافة، وهكذا أرست تسويات ما بعد الحرب بذور حربٍ جديدة بما تركته من آثار سلبية في نفس الشعوب المنهزمة وعلى رأسها ألمانيا.
لذلك كان العالم على موعد مع حربٍ جديدة، أهم أسبابها: ضعف منظمة عصبة الأمم التي دعت إليها الولايات المتحدة ولم تدخلها، وأزمة الكساد العظيم الذي شهدها العالم في 1929، التي دفعت الدول نحو تبني سياسة الغزو الاستعماري مرة أخرى، ورافق ذلك صعود جيلٍ جديد من القادة الديكتاتوريين، منهم: لينين في الاتحاد السوفيتي، وموسوليني في إيطاليا، وهتلر في ألمانيا، وفرانكو في إسبانيا، ولم تؤد مُهادنة إنجلترا وفرنسا لهذه الدول، لضعف استعداداتهما للدخول في حرب معها، سوى تأجيل الحرب لشهور، حيث راحت جيوش هتلر تجتاح النمسا وتشيكوسلوفاكيا وبولندا، إزاء ذلك لم تجد دول الحلفاء بدًّا من إعلان الحرب على ألمانيا.
الفكرة من كتاب التاريخ الدبلوماسي
إذا كنت تريد أن تعرف الحاضر وتتنبَّأ بالمستقبل، فعليك أن تقرأ التاريخ، ولما كان التاريخ هو ذاك العلم الذي يدرس التطور البشري في مجمله، ولما كان من العسير جدًّا أن نقرأ تطور التاريخ البشري في مؤلف واحد، فإن من الضروري تقسيم هذا التطور إلى أبعاد ومحاور موضوعية، نتمكن من خلالها تتبع التطور والتغير البشري في هذا المسار أو ذاك، وكتاب التاريخ الدبلوماسي هو أحد كتب التاريخ التي تتبع مسار البشرية في أبعاد تفاعلها على المستوى الدولي، خلال فترة زمنية مُحددة، كان لها تأثيرها البالغ في حياة كثير من الشعوب والأمم ولا تزال آثارها حاضرة حتى الآن.
مؤلف كتاب التاريخ الدبلوماسي
ممدوح منصور، وأحمد وهبان أستاذان في العلاقات السياسية الدولية، يشغل الأول – حاليًّا – منصب رئيس قسم العلوم السياسية بكلية الدراسات الاقتصادية والعلوم السياسية جامعة الإسكندرية، في حين عُيِّن وهبان عميدًا للكلية ذاتها.
لهما عدد من المؤلفات المشتركة، منها: مدخل إلى علم العلاقات الدولية، ومقدمة في العلوم السياسية. ولمنصور كتب حول: الصراع الأمريكي السوفييتي في الشرق الأوسط، وسياسات التحالف الدولي، والعولمة، أما وهبان فصدر له مؤلفات: الصراعات العرقية واستقرار العالم المعاصر، والعلاقات الأمريكية الأوروبية.