ثق بقدراتك!
ثق بقدراتك!
قد لا يُصدِّق الجميع أن الذكاء مهارة قابلة للتعلُّم، ولكن الحقيقة والتجارب تُشير إلى هذا الشيء، المهم أن يكون لدى الشخص قدرة كافية من الانضباط والعزيمة حتى يصل إلى ما يطمح إليه، إذ لاينبغي للإنسان أن يُلقي باللوم على ذكائه وإمكانياته المحدودة، فكل شخص يستطيع أن يدرِّب نفسه على أي شيء حتى يصل إلى القمَّة، إذ إن التميُّز ليس طفرة في الجينات، يقول زيجلر: “إنني أومن بأن النجاح إنما يحقِّقه أشخاص عاديون لديهم تصميم غير عادي”.
وكثير من الشخصيات المشهورة والناجحة والعبقرية لم يكن لها نصيب وفير من التعلُّم المدرسي، على سبيل المثال: أغاثا كريستي ولارس آريكسون، والبعض قد حصل على الابتدائية فقط أو حتى بعض صفوفها مثل العلَّامة القدير ناصر الدين الألباني والأديب عباس محمود العقاد، ما يجعلنا ندرك أن مقاييس الذكاء لا تتوقَّف على السجلَّات المدرسية! فالجميع يتمتَّع بقدرات هائلة من التفكير والإبداع ولكن الناجح هو الذي ينمِّيهما بداخله، المهم هو ألا تضع نفسك في صورة نمطية متأثِّرًا بما يقوله الآخرون! بل اخرج عن المألوف واندهش بقدراتك المذهلة.
وفي هذا المقام يحكي لنا الكاتب عن قصة ملهمة لفتًى مشاغب بالكاد كان ينجح في دراسته، وقد وضعه كل من حوله في إطار الفشل واللا مبالاة، ولكنَّه عندما تتلمذ على يد الأستاذ سعود تكوَّنت بداخله همَّة عجيبة بسبب الأسلوب التشجيعي الذي كان يلقاه! إلى أن أصبح من البارزين في مادة العلوم التي كان يدرِّسها له الأستاذ سعود، إنه الشاب (عبد اللطيف صالح البدر) الذي التقى أستاذه بعد سنوات ليُبشِّره أنه قد تخرَّج بالمركز الأول على الطلاب العرب في جامعة تيسايد ببريطانيا، وقد عُلِّق مشروع تخرجه على حائط الجامعة كأفضل مشروع من بين عشرة مشاريع، وقد أصبح معيدًا في جامعة الكويت بقسم الهندسة.
لقد تغيَّر عبد اللطيف حينما أدرك قيمته من خلال كلمات أستاذه، فالتقدير المرتفع للذات يسهم في التطوُّر العظيم لشخصية الإنسان ويرفع من قدراته، وقد تحدَّى هذا الشاب نفسه بأن يتحمَّل الكثير من مشقَّات الحياة، وأن ينفض عنه غبار الكسل والخمول، وقرَّر أن يبدأ كأنه إنسان جديد وُلد للتو!
الفكرة من كتاب التفوُّق ليس حِكرًا على الأذكياء
إن تحقيق النجاح لا يقتصر على فئة بعينها، بل هو إرادة نابعة من داخل الإنسان، ولكن كيف يستطيع الإنسان استغلال مهاراته وتحقيق النجاحات؟ هذا ما يشرحه الكاتب لنا، لذا فإننا على موعد مع اكتشاف قدراتنا الذاتية والإحساس العالي بقيمة نفوسنا.
مؤلف كتاب التفوُّق ليس حِكرًا على الأذكياء
سعد سعود الكريباني: مؤسس ومدير عام “مركز تربية الموهبة للاستشارات التربوية والتدريب“، حاصل على بكالوريوس التربية في جامعة الكويت، وهو مدرِّس لمادة العلوم والأحياء للمرحلة الثانوية من 1992 حتى 2002 م، ومُعدُّ ومقدِّم برنامج “صناعة التفوُّق”.
من مؤلفاته: “كيف أصبحوا عظماء“، و”قصص أعجبت طلَّابي” .