ثقافة الراحة
ثقافة الراحة
تجعلنا ثقافتة المجتمع الحالي ننظر إلى الراحة بشكل سلبي هامشي، فنقلل من شأن المزايا التي تمنحنا إياها الراحة الحقيقية، وننسى أن الراحة ضرورية من أجل الإنتاجية، بعكس ما هو سائد اليوم من ترويج لإدمان القادة والناجحين للعمل، وتشجيعهم على قضاء النصيب الأكبر من يومهم في العمل دون ترك أوقات للراحة، وفي الماضي كان السياسيون والعلماء والمفكرون قادرين على العمل والإنجاز وتخليد أسمائهم في التاريخ، بجانب الحصول على الراحة بالسير لمسافات طويلة في الطبيعة وقضاء العطلات الممتدة، وكثير من الحجج المعارضة لثقافة الراحة تبدو مقنعة عندما تقول إن ظروف القرون الماضية مختلفة تمامًا عن العصر الذي نعيش فيه،
فكيف نرجع للبحث عن نماذج قديمة تعلمنا خلق توازن بين العمل والراحة، وقد كانت الحياة في الماضي أقل تعقيدًا، وما كانت المشتتات كما هي اليوم، ولكن في الحقيقة إن الحياة التي نظن أنها كانت تساعد أجدادنا على الراحة والهدوء، كانت مرهقة ومشتتة أيضًا بطريقتها الخاصة، فكانوا يواجهون العولمة والنمو الاقتصادي المتسارع والتحول نحو الصناعة كحدث جديد، والكثير من الحروب والتهديدات الإرهابية الأيديولوجية،
أي إن العالم منذ قرن ونصف القرن كان شبيهًا بعالمنا، وبه من الخبرات ما يستحق البحث لاستلهام طريقته في تقسيم الوقت بين العمل والراحة، إذًا لم تكن الراحة من قبل منحة أو مصادفة بسبب ظروف العصر، وإنما قرار بالتغيير والالتزام تمامًا كما نفعل مع العمل، وهذا ما سيمنحنا الأمل بأنه ليس مقدرًا لنا أن نظل مقيدين بالعمل المفرط، بل يمكننا الحصول على شكل حياة أفضل.
الفكرة من كتاب استرح: لماذا تنجز المزيد عندما تعمل أقل
غالبًا ما تُحدثنا الكتب عن المبدعين والعظماء وطريقتهم في العمل الدؤوب وتنظيم أوقاتهم، ولكن لا تتطرق تلك الكتب إلى دور الراحة في ما حققه هؤلاء من إنجازات وتاريخ، وإن ذكرت الراحة فيُشار إليها على أنها أمر زائد على الحاجة ورفاهية غير لازمة، ولهذا فكثيرون منا يهتمون بالعمل وكيفية تحسينه، دون البحث عن طرائق لتحسين تعاملهم مع أوقات الراحة، ولأننا ندرك أهمية العمل سيكون من الضروري أن نعرف تأثير أوقات الراحة الصحيحة في تطورنا في عملنا وحياتنا على المدى البعيد.
هدف الكاتب أن يساعدنا بهذا الكتاب على منح الراحة مكانتها التي تستحقها بجانب قيمة العمل، ويقدم طرائق عملية لأنواع مختلفة من الراحة مأخوذة من أنماط حياة الشخصيات التاريخية الأكثر إنجازًا وإبداعًا وانضباطًا في حياتهم، والذين ساعد اهتمامهم بالحصول على أوقات للراحة على عيش حياة أكثر رضًا ونجاحًا وإنتاجية، ومهما ذكر من فوائد على المدى القصير للعمل المفرط والتقليل من الحصول على الإجازات، فلن يساوي تأثيراته السلبية، كقصر عمر الحياة المهنية للشخص، وزيادة التشاؤم والقلق ونقص الرغبة في المبادرة الشخصية.
إننا عندما نحصل على حقنا في الراحة لا نكون أصحاء هادئين فقط، بل نكون أكثر إبداعًا وإنتاجية ونعيش حياة مشبعة.
مؤلف كتاب استرح: لماذا تنجز المزيد عندما تعمل أقل
أليكس سوجونج – كيم بانج: مؤسس شركة ريستفول، وأستاذ زائر في جامعة ستانفورد ويعمل مستشارًا في وادي السيليكون، تنشر مؤلفاته في بعض المجلات مثل ساينتفيك أمريكان، وذا أتلانتك، وسلات، وويرد، وأمريكان سكولار.
ومن مؤلفاته المنشورة:
The Distraction Addiction: Getting the information You Need And The communication You Want, Without Enraging Your Family, Annoying Your colleagues, and Destroying Your Soul.
Empire and the Sun: Victorian Solar Eclipse Expeditions.